كيف يستخدم ترامب العلم الأمريكي لتعزيز مسيرته؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



لم يسبق لرئيس أمريكي أن تعامل مع العلم الوطني كـ«أداة»، لتعزيز مسيرته، كما فعل دونالد ترامب.

ففي حين يكتفي الساسة بجعل العلم خلفية خطابية، كرس دونالد ترامب مسيرته السياسية للعلم الأمريكي، جاعلا إياه رمزا أساسيا في حملته «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا»، وعلامة تجارية لنفسه، ورمز ولاء يقاس به انتماء أنصاره.

فمن احتضانه له كطفل مُدلل أمام الحشود، إلى بيعه على القمصان والحقائب والدبابيس الذهبية، لم يكن العلم بالنسبة له مجرد رمز وطني، بل «راية ترامب» الخاصة، التي ترفرف في مؤتمراته وتُلوّح بها الجماهير وكأنها تُمثل أمريكا «الحقيقية» لا الجمهورية كلها.

ويحتفل ترامب الجمعة بعيد الاستقلال في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، حيث نصب مؤخراً سارية علم بطول 88 قدماً. ومن المتوقع أن يحضر نزهة هناك مع عائلات العسكريين بعد ذلك.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أرشيفية

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإنه بينما استخدم كل سياسي العلم الأمريكي كخلفية، لم يستغل أي من السياسيين هذا الرمز الوطني كعلامة تجارية خاصة به على نطاق واسع كما فعل قطب العقارات، مشيرة إلى أن شركته العائلية تبيع عشرات من الحلي التي تحمل علامة «ترامب» التجارية، بما في ذلك حقيبة شاطئ مطاطية بسعر 120 دولارًا وسترة محبوكة بسعر 110 دولارات.

وفرض مؤيدوه صورته على الأعلام الأمريكية، التي يرفعونها من سياراتهم أو يلوحون بها بين الحشود في تجمعاته السياسية. وباعت حملته دبابيس ذهبية على ياقة السترة تحمل اسم «ترامب»، متاحة للتبرع بمبلغ 50 دولارًا.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ترامب نجح في تحويل معنى العلم الأمريكي إلى واحد من أكثر المواضيع إثارة للخلاف في الخطاب الحديث.

فمع رفع الأعلام في جميع أنحاء البلاد احتفالاً بالذكرى التقليدية لعيد الاستقلال، والتي تُوحّد البلاد، فإن جهود ترامب لدمج العلم الأمريكي في هوية حزبه الجمهوري قد تركت أمريكا منقسمة حول كيفية الاحتفال. فهو يصف مؤيديه بـ«الوطنيين» وخصومه بمعاداة أمريكا، مما أثار جدلاً محتدماً حول معنى التلويح بالعلم ومن يُعرّف الحرية الأمريكية.

كما حفّز جهود بعض الديمقراطيين ومعارضي ترامب لاحتضان العلم واحتفالات يوم الاستقلال، بينما دفع آخرين ممن لا يُعجبهم ترامب بعيداً عن هذه الأنشطة الوطنية التقليدية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز: «من المناسب أن يُحب رئيس الولايات المتحدة النشيد الوطني الأمريكي، الذي يُمثل أبطال أمتنا الشجعان الذين ناضلوا وضحوا بحياتهم من أجل حريتنا». وأضافت: «لطالما كان العلم الأمريكي مهمًا لهوية الرئيس – فمنذ ولادته، في يوم العلم، كان من الواضح أن جيناته هي الولايات المتحدة الأمريكية».

وهذا العام، ستُقام بعض حفلات الشواء وحفلات الأحياء في الرابع من يوليو/تموز كمظاهرات مكشوفة ضد ترامب. وقد خططت مسيرة النساء لتنظيم مسيرات «أمريكا الحرة» في جميع أنحاء البلاد، حيث يشجعن المنظمين على حث الناس على الاحتجاج باستخدام النقانق والبرغر النباتي.

ويحاول بعض الديمقراطيين في الكونغرس توحيد الحزب الديمقراطي حول العلم في وقت يسعى فيه الحزب جاهدا إلى إيجاد طريقة متماسكة لمواجهة ترامب.

ويمتلك حوالي نصف الأمريكيين علمًا أمريكيًا في منازلهم، لكن نسبة الجمهوريين الذين أفادوا بامتلاكهم أعلامًا أعلى من الديمقراطيين، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة يوجوف.

وفي الاستطلاع نفسه، قال 89% من الجمهوريين إن رفع العلم عمل وطني، مقارنةً بـ58% فقط من الديمقراطيين. وزّع النائبان بات رايان (ديمقراطي عن نيويورك) وكريس ديلوزيو (ديمقراطي عن بنسلفانيا) أعلامًا أمريكية بأبعاد 4 بوصات × 6 بوصات على زملائهما قبل يوم العلم.

وجاء في رسالة مرفقة: «الوطنية لا تقتصر على حزب واحد. العلم، والقيم التي يمثلها، ملكٌ لكل أمريكي».

ديلوزيو، الذي خدم في البحرية الأمريكية في العراق، قال إنه مدفوعٌ بتوزيع الأعلام لأن لا حزبَ يحتكرُ الفخرَ الأمريكي، مضيفا في مقابلةٍ أن ترامب يُقوّضُ عروضَه بالتلويح بالأعلام بإظهاره «ازدراءً» لأفرادِ الخدمة ومهاجمةً خصومه السياسيين في حضورِ القادةِ العسكريين.

وبعد نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ومع ادعاء ترامب فوزه في الانتخابات، رفع العديد من أنصاره أعلامًا أمريكية مقلوبة كرمز مناهض لبايدن. وحمل مثيرو الشغب هذا العلم إلى مبنى الكابيتول الأمريكي عندما سعوا إلى منع التصديق على نتائج الانتخابات في 6 يناير/كانون الثاني 2021.

وتداول أنصار ترامب العلم المقلوب على نطاق واسع العام الماضي، بعد إدانته بتزوير سجلات تجارية لإخفاء مبلغ مالي دُفع لممثلة أفلام إباحية قبل انتخابات عام 2016. ويحظر قانون العلم الأمريكي عمومًا رفع العلم الأمريكي مقلوبًا إلا في حالة «الاستغاثة».

ورغم مظاهر اعتزاز ترامب بالعلم الأمريكي، إلا أنه «انتهك مرارًا قانون العلم الأمريكي، الذي يُحدد كيفية طيّ العلم الأمريكي وتخزينه وعرضه»، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وينص القانون على تنكيس الأعلام لمدة 30 يومًا بعد وفاة الرئيس. وقد استشاط ترامب غضبًا عندما علم أن هذا القانون سيُطبّق خلال احتفالات تنصيبه في يناير/كانون الثاني، عقب وفاة الرئيس السابق جيمي كارتر.

وكتب ترامب على موقع «تروث سوشيال»: «يشعر الديمقراطيون جميعًا بالبهجة لاحتمالية تنكيس علمنا الأمريكي الرائع خلال حفل تنصيبي. يرونه أمرًا رائعًا، وهم في غاية السعادة، لأنهم في الواقع لا يحبون بلدنا، بل يفكرون في أنفسهم فقط».

وفي نهاية المطاف، أمر رئيس مجلس النواب مايك جونسون برفع العلم إلى ارتفاعه الكامل خلال حفل تنصيب ترامب، ثم أعاده إلى نصف السارية في اليوم التالي.

كما تعرض ترامب لانتقادات بسبب احتضانه الشهير للعلم في مؤتمر العمل السياسي المحافظ وسجله في كتابة اسمه على صور العلم، ووصف ذلك بأنه عدم احترام للرمز الوطني.

كما انتقد آخرين لتدنيسهم العلم، داعيا إلى فرض عقوبات جنائية على المتظاهرين الذين يحرقون الأعلام على الرغم من حكم المحكمة العليا عام 1989 بأن حرق العلم هو حرية تعبير محمية بموجب التعديل الأول.

وتحدث ديلوزيو لصحيفة «واشنطن بوست» من الكونغرس يوم الأربعاء، في الوقت الذي كان فيه نواب مجلس النواب يتجادلون حول مستقبل حزمة الهجرة والضرائب التي أحدثت انقسامًا حادًا بين الأحزاب. لكنه دعا الأمريكيين إلى تنحية هذه الخلافات جانبًا حتى الرابع من يوليو/تموز الجاري.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR





Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً