سكان “تجمع النهايات” برأس سدر يناشدون الحكومة لإنقاذهم من”طريق الموت”

في قلب صحراء جنوب سيناء، وعلى بُعد خطوات من حلم الاستقرار والتنمية، يقف الطريق المؤدي إلى “تجمع النهايات” شاهدًا على معاناة يومية لأسر تركت المدن خلفها لتبدأ حياة جديدة في سيناء، لكن الرمال الناعمة والطريق غير الممهد حوّلا الحلم إلى كابوس محفوف بالمخاطر. 

وقال رئيس اتحاد الشاغلين بتجمع النهايات بمدينة رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، جمال عبدالسلام زيدان، إن تجمع النهايات التنموي يضم 400 بيت موزعة على مرحلتين، وطريق الجهة الشمالية للقادم من نفق الشهيد أحمد حمدي، وحتى نهاية الشارع بمنطقة رأس سدر المؤدي إليه، والبالغ طوله نحو 14 كيلومترا، غير ممهد بالكامل، ويتكوّن من الرمال الناعمة، ما يتسبب في غرز السيارات، وحدوث حوادث انقلاب لعربات النقل الكبيرة.

يمثل العقبة الكبرى

وأضاف زيدان في تصريحاته لـ”تليجراف مصر”، أنه تواصل مع مجلس مدينة رأس سدر بجنوب سيناء، وأُبلغ أن الطريق يتبع محافظة شمال سيناء، فتوجّه إلى محافظ شمال سيناء والتقاه خلال اجتماع في أحد التجمعات التابعة للمحافظة، وهناك حضر المقدم محمد عسوي ورفع إحداثيات الطريق، ووعد بتنفيذه، لكن ذلك كان منذ أكثر من عام، ولم يحدث أي تطور حتى الآن.

وأوضح أن التجمع تم التقديم عليه في عام 2020، وتم الاستلام في 2022، والآن يوجد به عدد من السكان، لكن الطريق يُمثل العقبة الكبرى أمام الاستقرار الحقيقي، مشيرًا إلى أن 99% ممن يصلون إلى التجمع يستخدمون هذا الطريق، بينما الطريق البديل يبلغ طوله 40 كيلومترًا، وهو بدوره مخر للسيول وتكسّر أسفلته، ما يجعله غير آمن أيضًا.

مجازفة من الناحيتين

وأكد زيدان أن الطريق يمثل معاناة حقيقية، قائلاً: “اللي بييجي التجمع بيخش على مجازفة من الناحيتين، سواء من رأس سدر أو من النفق، الطريق الرملي صفو، والعربيات بتغرز، وبننزل بالفاس عشان نطلعها، الطريق ده زي الموت، وزعلوا لما قلنا كده، لكن شافوا الحقيقة”.

وأشار إلى أنه تم التواصل مع محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد مبارك، والذي أرسل معدات من مجلس المدينة، منها بلدوزر ولودر، وتم تمهيد الطريق بشكل مؤقت، لكن بعد عشرة أيام فقط عادت الرمال كما كانت، موضحا أن الحل الجذري هو رفع الطريق ووضع حواجز تمنع زحف الرمال.

الطريق يعوق قدوم الأهالي

ولفت إلى أن المرحلة الثانية من المشروع ستستقبل نحو 400 أسرة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، وحاليًا هناك نحو 40 أسرة مقيمة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 160 أسرة في أغسطس، لكن الطريق يعوق قدوم الأهالي، خاصة في ظل الخوف من الغرز أو الحوادث، في منطقة لا توجد بها خدمات إسعاف أو وسائل إنقاذ.

وتابع أن التجمع يضم كافة الخدمات، من مستشفى ومدارس ونادٍ ومرافق، لكن كل شيء متوقف بسبب سوء الطريق، مشيرًا إلى أن السكان يأتون من مختلف المحافظات لتعمير سيناء، لكنهم يواجهون معاناة يومية، وطريقًا يشكل خطرًا على حياتهم.