شكرا على قرائتكم خبر عن سيناريوهات تنتظر إيران بعد تعليق تعاونها “الطاقة الذرية”
في تصعيد مفاجئ قد يغيّر مسار التوترات الإقليمية والدولية، أعلنت إيران رسميًا تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة أثارت موجة من التساؤلات حول دوافعها وتداعياتها المحتملة على مستقبل الملف النووي، وذلك في ظل أجواء سياسية متوترة وصراعات لا تهدأ، ما ينذر بفصل جديد من التوتر لم تتضح ملامحه بعد.
سبب تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة هو الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على منشآت إيران النووية، لا سيما، “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان” النووية، وفقًا لما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
ويلزم القانون، الذي أقره البرلمان الإيراني، في إطار خطة عاجلة من مرحلتين بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الحكومة بتعليق جميع أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية وعلمائها.
واعتبرت إيران هذه الهجمات سبب قاطع لفقدان الثقة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورأت في القانون الجديد رد فعل على فشل الوكالة في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، دعت شخصيات سياسية عديدة في إيران إلى الحد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى ذلك، لا تزال المعلومات الدقيقة حول مصير المنشآت النووية الإيرانية غائبة.
ورغم تأكيد مسؤولين أمريكيين تدمير المنشآت النووية الـ 3، إلا أن بعض المراقبين والباحثين المستقلين يعتقدون أن محطة “فوردو” لم تُدمر بالكامل، وفقًا لـ”سي إن إن” الأمريكية.
كما أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، في مقابلاته مع وسائل إعلام مختلفة، أن الادعاء بتدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل “غير دقيق”.
عقوبات مالية وتجارية ضد إيران
ورأى مراقبون أن تعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من شأنه أن يؤدي إلى سلسلة من الإجراءات والعواقب، مما يدفع الحكومة إلى حلقة من الصراعات الجديدة مع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويؤدي إلى المزيد من العقوبات المالية والتجارية ضد إيران.
ومن بين العواقب التي قد تترتب على إنهاء إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو لجوء الدول الأوروبية إلى تفعيل آلية الزناد أو “العودة التلقائية للعقوبات”.
إجراءت عسكرية محتملة ضد إيران
بحسب بنود الاتفاق النووي 2015، يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إلى “المواقع المشبوهة” خلال 24 ساعة، وسوف يؤدي فشل إيران في التعاون إلى تفعيل آلية حل النزاعات بين الدول الأعضاء في الاتفاق النووي والعودة المحتملة لعقوبات الأمم المتحدة.
وفي حال تقدمت الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق النووي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بشكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن، فإن ذلك لن يؤدي فقط إلى إمكانية عودة العقوبات الدولية من جانب الأمم المتحدة ضد إيران، بل سيسمح لأعضاء مجلس الأمن باتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران.
الوقت اقترب لصنع سلاح نووي
كان المدير العام للوكالة، رافاييل جروسي، قد طلب زيارة المواقع المتضررة في إيران، ولا سيما منشأة فوردو، لكن الحكومة الإيرانية رفضت طلبه.
وأصدرت الوكالة الدولية في 12 يونيو الماضي تقريرًا اتهم إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بأنشطتها النووية، مشيرة إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران قد يقلّص الوقت اللازم لصنع سلاح نووي، رغم أنها لم تجد دليلًا على امتلاك أو تطوير أسلحة نووية حتى الآن.
اتهام الوكالة بتسريب معلومات لإسرائيل
واعتبرت السلطات الإيرانية أن تقرير الوكالة شكّل “ذريعة” للهجمات الإسرائيلية، وعبّر عن هذا الموقف المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الذي اتّهم في منشور المدير العام جروسي بـ”تحويل الوكالة إلى طرف في النزاع”.
واتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ”تسريب معلومات حساسة” إلى إسرائيل.
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية عن قاليباف تأكيده أن البرنامج النووي الإيراني “سيتقدم بوتيرة أسرع”، في ما بدا تلميحًا إلى وقف تبادل المعلومات مع الوكالة الدولية.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن جيزه، إن خطوة إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية تعدّ “إشارة كارثية”، بحسب “بي بي سي” البريطانية.
مرحلة خطيرة
وقال الباحث في “مبادرة الخطر النووي” إريك بروير تعقيبًا على قرار طهران: “بعد عقود من النفاذ الصارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى برنامج إيران النووية، ندخل الآن مرحلة جديدة أخطر”.
وتابع في منشور عبر منصة “إكس”: “مهمة فهم ما يحصل في المواقع النووية الإيرانية، الجديدة والقديمة، ستصبح بالكامل على عاتق أجهزة الاستخبارات”.
وتعقيبًا على الإعلان الإيراني، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، المجتمع الدولي إلى “التحرك بحزم” لوقف البرنامج النووي الإيراني، مستخدمًا جميع الوسائل المتاحة له لوقف الطموحات النووية الإيرانية”، بحسب “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.