في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تدرس إيران شراء طائرات شبحية متطورة من الصين، في خطوة تعكس تحالفًا عسكريًا متناميًا بين البلدين.
يأتي هذا بعد الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة، التي شهدت ما قالت تقارير إنه تفوق ملحوظ لإسلام آباد مدعومًا بأسلحة صينية حديثة، ما دفع الكثير من الدول إلى إعادة تقييم خياراتها العسكرية.
ويسلط ذلك الضوء على الدور المتنامي للصين في مجال الأسلحة النوعية، ويفتح الباب لمقارنة شاملة بين القدرات العسكرية النوعية لكل من الصين والولايات المتحدة، اللتين تتنافسان على زعامة العالم عسكريًا.
الولايات المتحدة: أسلحة نوعية متقدمة وريادة تكنولوجية:
تحتفظ الولايات المتحدة بمكانة متقدمة في مجال الأسلحة النوعية، مستفيدة من استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وبنية تحتية عسكرية متطورة.
1 – مقاتلة الجيل الخامس إف-35 لايتنينغ 2
تُعتبر إف-35 من أكثر الطائرات المقاتلة تطورًا في العالم، وتتميز بتقنيات تخفي متقدمة تجعلها شبه غير مرئية للرادارات. كما تحتوي على قمرة قيادة زجاجية مع شاشات لمس متعددة، وأنظمة استشعار متقدمة توفر وعيًا شاملاً للطيار.
وتحمل الطائرة صواريخ جو-جو متوسطة وطويلة المدى داخل حجرة الأسلحة الداخلية للحفاظ على التخفي، بالإضافة إلى قنابل موجهة بدقة مثل جدام (JDAM ) و(Paveway).
تحلق بسرعة قصوى تقارب 1.6 ماخ، ومدى قتال يصل إلى 1200 كيلومتر، مع قدرة على الإقلاع والهبوط العمودي في بعض النسخ.
2 – مقاتلة الجيل الخامس إف-22 رابتور (F-22)
تُعد إف-22 الطائرة الرائدة في التفوق الجوي، مع قدرة عالية على التخفي وأداء جوي فائق.
المقاتلة مسلحة بصواريخ AIM-120 AMRAAM طويلة المدى، وصواريخ AIM-9 قصيرة المدى، ومدفع داخلي عيار 20 ملم.
سرعة المقاتلة تفوق 2 ماخ، وتحلق بارتفاع يصل إلى 20,000 متر، ومعدل صعود عال.
المقاتلة لعبت دورًا مهمًا في مهمات “مطرقة منتصف الليل” حيث أمّنت غطاءً جوّيًّا للقاذفات بي 2 خلال ضرب المنشآت الإيرانية.
قاذفة بي 2 سبيريت
قاذفة استراتيجية شبحية، الوحيدة من نوعها، قادرة على حمل 18 طنا من الذخائر (تشمل نووية وخارقة للتحصينات)، ومداها آلاف الأميال دون التزود بالوقود.
باستخدام تقنية تخفي متقدمة وتصميم بلا آثار رادارية، ظلّت المحورية في الضربات بعيدة المدى، مثل قصف منشآت إيران النووية، وبعضها نفّذ رحلات طويلة جدا (36–44 ساعة).
قاذفة بي 21 رايدر
الجيل المقبل من القاذفات الشبحية مع تقنيات عالية التخفي، تصميم مضغوط (جناح 130–140 قدم مقارنة بـ172 قدم في بي 2)، محركان بدل أربعة، وبصمة حرارية ورادارية أقل.
وتُجهّز بتقنيات مواد مركبة ذكية، قدرات ذكاء اصطناعي وتحديثات شبكية مستمرة، وتُعد طفرة نوعية مقارنة بطراز بي 2.
3 – نظام الدفاع الجوي باتريوت (Patriot)
نظام دفاع جوي أرض جو متقدم دخل الخدمة عام 1984، قامت بإنتاجه شركة رايثيون، ويقع ضمن أنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات، بمدى اعتراض بين 32–169 كم.
تتألف البطارية عادة من رادار متطور ومنصات إطلاق، ومركز قيادة، ويمكنها اعتراض طائرات ومسيّرات وصواريخ كروز وباليستية.
وتواجه القوات الأمريكية نقصًا في المخزون وكان ذلك سببا في قرار تعليق التوريد لأوكرانيا.
تصل تكلفة إطلاق الصاروخ الواحد إلى نحو 4–15 مليون دولار، وتستنزف النظام سريعًا أمام بيئات تكتيكية معقدة.
منظومة ثاد
نظام دفاع صاروخي عالي الارتفاع طورته لوكهيد مارتن، قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وحتى طويلة المدى، عبر اعتراض بصاروخ يعتمد على الاصطدام المباشر داخل وخارج الغلاف الجوي.
ويتكوّن من منصات إطلاق عمودية (8 صواريخ لكل منصة) ورادار AN/TPY 2 ومركز قيادة، يرتكز على تحليل دقيقة للأهداف وتوجيه مباشر للصاروخ.
واستنفدت القوات الأمريكية 15–20 بالمائة من مخزونها من صواريخ ثاد خلال 11 يومًا فقط في إسرائيل، مما كشف هشاشة الإمدادات العالية التكلفة (10–15 مليون دولار للصاروخ) ومدى اعتماد المنطقة عليه.
4 – حاملات الطائرات الأمريكية: فئة نيميتز وفئة جيرالد فورد (Gerald R. Ford)
وتمتلك البحرية الأمريكية حاليًا 11 حاملة طائرات، عشر منها من فئة “نيميتز” وواحدة من فئة “جيرالد فورد” الجديدة.
تتميز هذه الحاملات بحجمها الهائل وقدرتها على البقاء في البحر لفترات طويلة جدًا بفضل الدفع النووي .
وتزن فئة نيميتز حوالي 87 ألف طن متري، وتعتمد على المقاليع البخارية لإطلاق الطائرات، فيما تزن فئة جيرالد فورد 100 ألف طن، وتستخدم نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي المتقدم (EMALS) .
هذه الحاملات يمكنها استيعاب حوالي 75 طائرة، ولديها المزيد من المقاليع وممر هوائي أكبر ومصاعد إضافية لنشر أسرع للطائرات.
وتشكل الحاملة مركز قيادة متحرك، وقاعدة جوية عائمة، وقوة ردع استراتيجية تتيح للولايات المتحدة إظهار قوتها في أي مكان في العالم.
5 – المدمرات فئة أرلي بيرك (Arleigh Burke-class destroyers)
تُعد هذه المدمرات العمود الفقري لأسطول المدمرات الأمريكية، وتتميز بقدرات متعددة الأدوار في الدفاع الجوي والصاروخي والحرب المضادة للغواصات.
هذه المدمرات مجهزة بنظام إيجيس (Aegis) القتالي، والذي يمنحها قدرة دفاع جوي وصاروخي متكاملة، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك للهجوم البري وصواريخ مضادة للسفن والغواصات.
وأبرز مهامها هي مرافقة حاملات الطائرات، الدفاع الجوي والباليستي، وعمليات الهجوم الأرضي.
الصين: تصاعد سريع نحو التفوق العسكري
في المقابل، تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة عسكرية عالمية من خلال تطوير أسلحة نوعية تنافس الولايات المتحدة، مع تركيز خاص على تقنيات حديثة ومتقدمة.
1 – مقاتلة الجيل الخامس تشنغدو جيه-20 (Chengdu J-20)
تُعد جيه-20 أول مقاتلة شبح صينية من الجيل الخامس، تتميز بتصميم يركز على التخفي والسرعة.
التسليح: صواريخ جو-جو قصيرة وطويلة المدى مثل PL-10 وPL-15 وPL-21.
الأداء: سرعة قصوى تصل إلى 2 ماخ، مدى قتال يصل إلى 2000 كيلومتر، وسقف خدمة 20,000 متر.
المهام: التفوق الجوي، والهجوم بعيد المدى، والعمليات الاستراتيجية.
2 – مقاتلة الجيل الخامس شنيانغ جيه-31
مقاتلة شبحية صينية أخرى ذات تصميم متطور يشبه بعض خصائص إف-35، مع تركيز على الكفاءة في الوقود والسرعة.
التسليح: حاوية أسلحة داخلية تحمل حتى 6 صواريخ جو-جو، مع نقاط تعليق خارجية لصواريخ أكبر.
الأداء: تصميم يقلل المقطع الراداري، ومجهزة بمحرك WS-19 محسن.
المهام: التفوق الجوي، الهجوم الجوي-الأرضي، والعمليات متعددة الأدوار.
3 – الصواريخ الفرط صوتية الصينية
تمتلك الصين ترسانة متنامية من الصواريخ الفرط صوتية التي يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بسرعة عالية جدًا.
العدد الحالي: حوالي 600 صاروخ فرط صوتي، مع خطط لزيادة العدد إلى 4000 بحلول 2025.
الأهمية: تهديد استراتيجي جديد يغير قواعد الاشتباك، ويعزز الردع الصيني.
4 – حاملات الطائرات الصينية: لياونينغ، شاندونغ، وفوجيان (Fujian)
تمتلك الصين ثلاث حاملات طائرات، هي: لياونينغ (Type 001) وشاندونغ (Type 002) وفوجيان (Type 003).
تعتمد لياونينغ وشاندونغ على تصميم سوفييتي سابق، وتزنان حوالي 60 ألف و66 ألف طن على التوالي. وتستخدمان نظام الإقلاع القصير (STOBAR) الذي يحد من وزن الطائرات المنطلقة وعددها، حيث يمكنهما إطلاق طائرة واحدة فقط في كل مرة.
فوجيان (Type 003): تُعد أحدث وأكبر حاملة طائرات صينية، وتزن أكثر من 80 ألف طن، وتتميز بأنها أول حاملة صينية مصممة ومبنية بالكامل محليًا.
الأهم من ذلك، أنها تستخدم نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي (EMALS)، مما يتيح إطلاق طائرات أثقل وأكثر تنوعًا. ويمكنها حمل أكثر من 60 طائرة، وتوفر معدل إطلاق طلعات أعلى.
المهام: تعزيز القدرة الصينية على فرض وجودها العسكري في المحيطين الهندي والهادئ، ودعم عمليات الاستطلاع والضربات الجوية بعيدة المدى.
5 – المدمرات فئة Type 055
تُعتبر المدمرات من فئة Type 055 من أقوى السفن الحربية في العالم، وتصنفها بعض المصادر على أنها طرادات.
القدرات: تتميز بقدرات صاروخية هائلة تشمل صواريخ جو-جو مضادة للسفن، وصواريخ هجوم أرضي. مجهزة بأنظمة رادار متقدمة وقدرات شبحية.
المهام: الدفاع الجوي للأسطول، الحرب المضادة للغواصات، والهجوم على الأهداف البرية والبحرية.
مقارنة شاملة بين أبرز الأسلحة النوعية
الغواصات النووية الأميركية: قوة بحرية متقدمة ومتجددة
تُعد غواصات الهجوم النووي من فئة “فيرجينيا” (Virginia-class) العمود الفقري لقوة الغواصات الأمريكية الحديثة، حيث تسعى البحرية الأمريكية إلى تعزيز إنتاجها وتسريع وتيرته لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
ويبلغ طول الغواصة حوالي 115 مترًا، وتزن نحو 7800 طن، وتستطيع التحرك بسرعة تصل إلى 34 عقدة تحت الماء، مع قدرة على الغوص لأعماق تزيد عن 250 مترًا.
تتميز غواصات “فيرجينيا” بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة تشمل مكافحة الغواصات والسفن السطحية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ ضربات دقيقة باستخدام صواريخ “توماهوك” المجنحة، ودعم العمليات الخاصة. كما تم تطوير نسخ محسنة من هذه الغواصات لتقليل الحاجة للصيانة، وزيادة راحة الطاقم، بما في ذلك حجرات خاصة للنساء.
وفي إطار تعزيز قدرات البحرية الأمريكية، وقعت وزارة الدفاع عقودًا ضخمة مع شركات كبرى مثل “جنرال ديناميكس” و”هانتينغتون إنغالز” لبناء غواصات جديدة وتحديث أحواض بناء السفن، بهدف رفع معدل الإنتاج إلى أكثر من غواصتين سنويًا بحلول عام 2028، مع خطة لبناء 66 غواصة من هذه الفئة بحلول عام 2043.
كما يشكل برنامج “فيرجينيا” جزءًا أساسيًا من شراكة AUKUS الأمنية التي تشمل تزويد أستراليا بغواصات نووية متطورة.
الغواصات النووية الصينية: توسع سريع وتطوير تقني
في المقابل، تسعى الصين إلى توسيع أسطولها من الغواصات النووية متعددة المهام لتعزيز وجودها البحري في المحيطين الهندي والهادئ. وتمتلك الصين غواصات هجومية نووية متطورة، وتعمل على تطوير فئات جديدة بقدرات تخفي محسنة وأنظمة تسليح متقدمة.
تتميز الغواصات الصينية بقدرتها على إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى طوربيدات متطورة، مما يجعلها تهديدًا استراتيجياً في النزاعات البحرية المحتملة.
كما تسعى الصين لتعزيز قدراتها الاستخباراتية والقتالية تحت سطح البحر، مع التركيز على تطوير تقنيات التخفي لتقليل إمكانية الكشف عنها بواسطة أنظمة السونار المتقدمة.
وفي ظل التوسع البحري الصيني السريع، تشكل الغواصات النووية جزءًا حيويًا من استراتيجية بكين للسيطرة على ممرات بحرية حيوية، وتأمين مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز