إرهاق تل أبيب وتدمير طهران.. كم خسرت إسرائيل وإيران من حرب الـ12 يوما؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن إرهاق تل أبيب وتدمير طهران.. كم خسرت إسرائيل وإيران من حرب الـ12 يوما؟

في 13 يونيو 2025، اندلع تصعيد غير مسبوق بالشرق الأوسط، حين شنت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، هجمات جوية مكثفة على منشآت نووية وعسكرية وبنى تحتية مدنية داخل إيران، وردّت طهران بهجوم صاروخي واسع على العمق الإسرائيلي، شمل منشآت استراتيجية ومنشآت طاقة، لتنتقل المواجهة من حرب الظل إلى صدام مباشر.

بلغ التوتر ذروته في 22 يونيو مع ضربة أمريكية مفاجئة استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية، ما دفع إيران إلى استهداف قواعد أمريكية، أبرزها قاعدة العديد في قطر.

وبعد 12 يومًا من الحرب، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة أمريكية وقطرية، دخل حيز التنفيذ في 24 يونيو، دون التوصل إلى اتفاق دائم بين الطرفين.

ورغم تبادل طهران وتل أبيب ادعاءات النصر، فإن التقييم الموضوعي يُظهر مكاسب وخسائر متباينة للطرفين، وسط تفوق عسكري إسرائيلي مكّنها من إلحاق دمار كبير بالبنية التحتية الإيرانية

تقييم نتائج الحرب بالنسبة لإيران

أدت الهجمات الإسرائيلية (الأسد الصاعد) والأمريكية (مطرقة منتصف الليل) إلى تدمير واسع للبنية النووية الإيرانية، خاصة في نطنز وفوردو وأصفهان، واستهدفت مواقع سرّية ومفاعل أراك، ما أسفر عن تعطيل أجهزة الطرد المركزي ومقتل 14 عالمًا. 

ورغم الخسائر، لا تزال إيران تحتفظ بمخزون يورانيوم مخصب ومنشآت تحت الأرض، مما يُبقي احتمال استئناف برنامجها النووي قائمًا، وفقًا لتقرير نشره موقع “تريندز للبحوث والاستشارات”.

القدرات الصاروخية والردع شلل مؤقت مع بروز قوة الردع

ووفق التقرير تعرضت قدرات إيران الصاروخية لضربات مؤثرة استهدفت قواعد ومخازن ومصانع الإنتاج، حيث تم إطلاق نحو 550 صاروخًا فقط من أصل أكثر من ألف صاروخ مخطط لها، ومع ذلك، تسببت الضربات الإيرانية بأضرار استراتيجية في إسرائيل، ما عزز صورة إيران كقوة ردع إقليمية رغم فاعلية منظومات الدفاع الإسرائيلية.

استهدفت الضربات مقرات أمنية للحرس الثوري والشرطة والاستخبارات في طهران وقُم، ما أدى إلى إرباك مؤقت في الاستجابة الأمنية.

كما أدت الضربات على إيران إلى تعطيل مؤقت في منشآت نفطية وغازية، أبرزها حقل “بارس الجنوبي”، إذ إن الهدف كان الضغط على الاقتصاد دون الوصول إلى دمار شامل، ويُعد ضرب قطاع الطاقة مساسًا مباشرًا بالمصدر الرئيسي للعملة الصعبة، ما يفاقم الأزمات الاقتصادية الداخلية.  

الخسائر البشرية والنفسية – اغتيالات مؤثرة وتآكل في الهيبة

وبحسب التقرير ذاته، سقط نحو 610 قتلى و4700 مصاب في إيران، معظمهم مدنيون، إلا أن أخطر الخسائر تمثلت في اغتيال 30 قائدًا بارزًا، بينهم حسين سلامي ومحمد باقري، لتُضعف التنسيق الأمني وتؤثر على المعنويات، خاصة في صفوف أنصار النظام.

ورغم التوقعات، لم تنفذ الميليشيات الحليفة لإيران (كالحشد وحزب الله) ردودًا فعالة، وهو ما يعكس تعليمات مباشرة بتجنب التصعيد، ما يكشف تراجعا تكتيكيا في قدرة طهران على استخدام وكلائها كورقة ضغط في هذه المرحلة.

تقييم نتائج الحرب بالنسبة لإسرائيل

أشار التقرير إلى أن إسرائيل، بدعم أمريكي، نفذت هجمات دقيقة عطّلت نحو 40% من منصات الصواريخ و70% من بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية، وقتلت قيادات عسكرية بارزة، مؤكدة تفوقها الاستخباراتي والجوي، وترسيخها لـ”الردع النشط”، لكن بقاء قدرات إيران ووكلائها يشكّل تحدياً مستقبلياً لهذا الردع.

كما شنت إسرائيل هجمات سيبرانية عطلت الاتصالات الإيرانية، واستخدمت طائرات مسيرة بشكل واسع ودقيق، ما عزز قدرتها على شن “حرب هجينة” تجمع بين الأدوات التقليدية والتقنية، وهو تطور يعزز مكانتها كقوة إقليمية متقدمة.

الخسائر البشرية والاقتصادية

قُتل جراء الحرب 29 إسرائيليًا وجُرح أكثر من 3300، مع تشريد أكثر من 11 ألف شخص، كما كلفت الحرب إسرائيل نحو 5 مليارات دولار خلال 12 يومًا، وعرّضت منشآتها الحيوية لأضرار، بينها حيفا ورحوفوت، كما أُغلق المجال الجوي تمامًا، ما عزل نحو 150 ألف إسرائيلي في الخارج، وفاقم الأثر الاقتصادي والنفسي.

وخلص تقرير “تريندز” إلى بعض الدروس المستفادة من حرب الـ12 يوم، أهمها: أن الحرب كشفت مدى فاعلية استخبارات إسرائيل (وخاصة الموساد) في اختراق العمق الإيراني، واغتيال قيادات وعلماء، وتحديد مواقع دقيقة داخل إيران.

على الجانب الآخر، أثبتت المعركة محدودية فاعلية منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، بما فيها “إس-300″، أمام الهجمات الإسرائيلية والأمريكية.

برغم تفوقها العسكري، أظهرت إسرائيل ضعفًا في مواجهة حرب طويلة الأمد، ما دفعها إلى طلب وساطة أمريكية- قطرية لوقف إطلاق النار.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً