(بواسطة القلم !!)

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

* أكتبُ اليوم بالقلم، بعد أنْ تعطَّل جهازي، ولكم أنْ تتصوَّروا كيف هي اللَّحظة التي ردَّتني إلى الأمس، الأمس الذي كان كلُّ شيءٍ فيه يمضي بهدوء، دون أنْ تشعر أنَّ أحدًا يطاردك، دون أنْ تأتي رسالة مزعجة تقول لك شيئًا (لا) تحبُّه، تقول لك عليك أنْ تدفع، عليك أنْ تذهب، عليك أنْ تشتري، عليك أنْ تسدد، عليك أنْ تقول شيئًا أنت تكرهه، عليك أنْ تغادر هذه اللَّحظة الآن، وهذا المكان فورًا..!!

* القلم هو السيِّد الذي كان -وما يزال- يمنحنا بعض مشاعر جميلة، وبعض أحاسيس صادقة، وبعض أشياء مختلفة، لكنَّ الحقيقة هي: أنَّ الحاضر أجمل حتَّى وإنْ كان فيه بعض ما نكره، ومَن ينكر أنَّ اليوم اختلف عن الأمس؟ اليوم الذي فيه الكثير المدهش، والذي خلط الذكاء بالغباء. لكن المبكي فيه هو أنَّ الكتابة أصبحت ألمًا في عالم يتغنَّى بالرديء، ويحتفي بتغريدة تافهة، أمَّا التغريدة الجديرة بالحياة، فهي بعيدة -كلَّ البُعد- عن الاهتمام، والتي غالبًا ما تتخفَّى في ثياب الصَّمت، وتموت وهي تنتظر مَن يملك بصيرة المعرفة؛ ليقدِّمها للآخر بعناية، وهو ما (لا) يمكن حدوثه إلَّا نادرًا..!! واعتذرُ جدًّا إنْ كنتُ ثقيلًا، أو كنتُ متشائمًا، لكني -واللهِ- رجلٌ يكتبُ و(لا) يكذب أبدًا، ويبكي دون أن يمنح أيَّ أحدٍ فرصة لالتقاط صورة لعيوني التي اعتادت أنْ تبكي سرًّا، كما اعتادت أنْ ترى كلَّ الأشياء بوضوح..

* (خاتمة الهمزة).. تخيَّلوا أنَّ عطلًا أصاب جهازي اليوم، وكأنَّه أصاب قلبي، عطلًا غيَّر موازين اليوم كله في عيوني، وحوَّلني إلى كائن مزاجه عكر حدَّ القَرَفِ، لكنِّي أصررتُ أنْ أبقى معكم، وأنْ أكتبَ لكم بالقلم.. وهي خاتمتِي ودمتُم.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً