أميرة مطر جمعت بين البساطة والوضوح والجاذبية والغنى بالمعلومات.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

حالة من الحزن والأسى أحدثها خبر رحيل الباحثة د. أميرة حلمي مطر، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال، والحائزة على جوائز الدولة، والتي فارقتنا قبل ساعات عن عمر ناهز الـ 95 عاما.ونعى الفقيدة العديد من الباحثين والدارسين للفلسفة والعاملين في حقل البحث العلمي والفكري الأكاديمي، وهو ما نرصده لكم في هذا التقرير.

د. أميرة حلمي مطر

أميرة حلمي مطر: مزجت بين البساطة والوضوح والرصانة والثراء المعلوماتي

في البداية أعرب الناقد، د. رضا عطية، عن حزنه لرحيل أميرة حلمي مطر، قائلا في تصريح خاص لـ”الدستور”: “للدكتورة أميرة حلمي مطر، أستاذ الفلسفة مساحة طيبة في تكويني المعرفي في دراستي الجامعية الأولى للفلسفة حين كنت طالبا بقسم الفلسفة والاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس في الفترة من العام 1997 حتى عام 2001.وأضاف: أذكر أن أستاذتنا الدكتورة فريال حسن خليفة كانت قد قررت علينا كتابا للدكتورة أميرة حلمي مطر هو الفلسفة السياسية من أفلاطون إلى ماركس، فعرفت الدكتورة أميرة في أسلوبها الذي يجمع بين القدرة على التكثيف وإبراز السمات المميزة والفارقة لكل فيلسوف أو مذهب فلسفي تتناوله، هو أسلوب السهل الممتنع، حيث البساطة والوضوح والرصانة والثراء المعلوماتي وهو ما تأكد مجددا بدراستي لكتابها في فلسفة الجمال.وأوضح: أميرة حلمي مطر تتمتع بأستاذية مقتدرة تهضم قدرا كبيرا من المعارف الفلسفية ثم تعيد تقديمها بأسلوب واضح لا غموض فيها وعميق ويتأسس على التدفق المعلوماتي في سلاسة ويسر.

يمني الخولي مع د. أميرة مطر
يمني الخولي مع د. أميرة مطر

أميرة الفلسفة الأغريقية

ومن جانبها نعت د. يمنى طريف الخولي، أستاذ فلسفة العلوم بجامعة القاهرة، الراحلة أميرة حلمي مطر، قائلة: أستاذتي، فاتحة طريقي إلى البحث الفلسفي، وتظل دوما شعاره ووسامه المضيء. أميرة الفلسفة الإغريقية، رائعة الجمال، مؤسسة علم الجمال في الجامعات العربية.. الرائدة والعلم الأبرز لمثول المرأة في الفلسفة العربية. الشخصية القوية الحادة، ذات الأصول الأرستقراطية، واللغات المتعددة والعلم الغزير، أدعو لها دعائي الأثير: “أن يرفعها الله درجات وعده سبحانه وتعالى للذين أوتوا العلم.

شجرة علم ومعرفة وارفة بأكملها سقطت

وقال الناقد إيهاب الملاح: “د. أميرة حلمي مطر؛ رائدة معرفية من رائداتنا العظام؛ أستاذة الفلسفة اليونانية القديمة، وأستاذة علم الجمال، بجامعة القاهرة.وتابع: كانت أستاذة جليلة حقا، تركت أعمالًا قيمة في مجال تخصصها الدقيق، وفي المعرفة والثقافة الإنسانية عمومًا، وقد شرفت دار المعارف في وقت من أوقاتها أن تنشر أهم أعمال الأستاذة الجليلة تأليفا وترجمة في الفلسفة اليونانية والفكر اليوناني وفي علم الجمال وفلسفة الفن والفلسفة السياسية.. وغيرها.. ومن ينسى ترجمتها الرائعة لـ «محاورات ونصوص لأفلاطون» الذي نشر في دار المعارف قبل عقود طويلة؛ ومنها محاورة فايدروس عن الجمال، ومحاورة ثياتيتوس عن العلم..وأضاف “الملاح”: كما كتبت بالعربية دراسات رصينة معرفةً بعلم الجمال وفلسفات الفنون، وفي الفلسفة السياسية (لها كتاب مهم بالعنوان ذاته: الفلسفة السياسية من أفلاطون إلى ماركس) وقد صدر عن دار المعارف أيضا، وغيرها مما لا يستغني عنه دارس للفلسفة ولا قارئ مهتم بجذور الفكر والمعرفة الإنسانية وتدعيم صلته بها. فضلا عن كتابها المرجعي القيم عن الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها. شجرة علم ومعرفة وارفة بأكملها سقطت اليوم ولا عوض لها أو عنها في القريب.

الخشت: فقدنا مفكرة حرة وباحثة رصينة

وبدوره نعى د.محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، أميرة حلمي، قائلا: “بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، أنعى رحيل العالمة الجليلة الدكتورة أميرة حلمي مطر، أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة، وإحدى رائدات الفكر الفلسفي العربي المعاصر، التي كرّست حياتها للعلم والتدريس والبحث الفلسفي. ساهمت الراحلة في إغناء الفكر العربي بدراسات عميقة في الفلسفة اليونانية وعلم الجمال.وأضاف: لم تكن د. أميرة مجرد أكاديمية بارعة، بل كانت شاهدة على مسيرة تحوّل الفكر العربي الحديث، ومساهمة في تفعيل العقلانية النقدية. برحيلها، فقدنا مفكرة حرة، وباحثة رصينة، وأما شملتنا برعايتها ونحن في بدايات الطريق.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً