أعاد الحريق الذي اندلع أمس الإثنين في سنترال رمسيس وسط القاهرة، النقاش حول الاعتماد الكامل على التكنولوجيا المالية، بعد أن تسبّب في تعطل البنية التحتية الرقمية، ما أدى إلى توقف عدد من الخدمات المصرفية الحيوية، أبرزها ماكينات الصراف الآلي (ATM) وخدمات الدفع الفوري مثل “إنستاباي” و”ميزة”.
وأثار التوقف المفاجئ حالة من الارتباك بين المواطنين، الذين اعتادوا مؤخرًا على مغادرة منازلهم دون حمل نقود ورقية، مكتفين ببطاقات الدفع أو تطبيقات الهاتف المحمول. ومع توقف هذه الخدمات، وجد كثيرون أنفسهم في مواقف محرجة، غير قادرين على سداد مشترياتهم أو حتى الحصول على سيولة نقدية.
وعلّقت الفنانة رانيا ملاح على الأزمة عبر حسابها على “فيسبوك”، حيث روت تجربتها قائلة:
“شبكة البنوك كلها وقعت ومفيش ولا فيزا شغالة. أنا اتبهدلت في سعودي، ساعتين بختار الحاجات وفي الآخر كل الفيز واقفة.. أي حد نازل ياخد كاش معاه”.
الشمول المالي في اختبار حقيقي
على الرغم من أن التحول الرقمي يمثل خطوة استراتيجية لتطوير الاقتصاد وتعزيز الشمول المالي، إلا أن توقف الأنظمة الإلكترونية فجأة كشف عن هشاشة البنية الرقمية في مواجهة الكوارث، خاصة مع غياب البدائل الفعالة في حالات الطوارئ.
أوضح خبراء اقتصاديين
“ التحول الرقمي هدف قومي، لكنه يجب أن يكون مدعومًا بأنظمة طوارئ تعمل في حال تعطل الشبكات الأساسية. لا يمكننا الاستغناء عن الكاش تمامًا في بلد ما زالت بنيته التحتية الرقمية غير مكتملة.”
تفاعل واسع وتساؤلات عبر مواقع التواصل
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل الآلاف مع الأزمة، حيث عبّر مستخدمون عن معاناتهم المفاجئة، وتساءل البعض:
“اللي محتاج فلوس ضروري ومعهوش إلا ٣٥ جنيه يعمل إيه؟ ”
“في حد جرب فوري أو أي طريقة بتجيب فلوس؟ اللي يعرف حاجة ونبي يقول”
وفيما لجأ البعض لاستخدام خدمات بديلة مثل المحافظ الإلكترونية أو خدمات فوري، ولكنها لم تنجح أيضا لإضرارها واشتكى آخرون من عدم توفر حلول فورية أو منافذ صرف نقدي فعّالة.