تعتبر الصحراء الغربية منطقة نزاع طويلة الأمد بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. تقع هذه المنطقة في شمال غرب إفريقيا وتحتل موقعًا استراتيجيًا على ساحل المحيط الأطلسي، ويحدها من الشمال المغرب ومن الشرق الجزائر ومن الجنوب موريتانيا. تطالب جبهة البوليساريو بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي وإنشاء دولة مستقلة تحت اسم “جمهورية الصحراء الغربية”، بينما تدعي المغرب السيادة على المنطقة، مستندًا إلى تاريخ طويل من العلاقات مع الصحراء الغربية.
النزاع التاريخي
بدأ النزاع في الصحراء الغربية في عام 1975 بعد انسحاب الاستعمار الإسباني من المنطقة، حيث أطلق المغرب والموريتانيا مطالبات بالسيادة على الصحراء الغربية. ومع ذلك، رفضت جبهة البوليساريو هذه المطالبات، مطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. في تلك الفترة، قامت جبهة البوليساريو بإعلان استقلال الصحراء الغربية وتأسيس “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (SADR)، مما أدى إلى اندلاع صراع مسلح بين البوليساريو والمغرب، وهو صراع مستمر حتى اليوم.
الاحتلال المغربي
في عام 1975، قام المغرب بشن هجوم عسكري واسع النطاق على الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا. واحتلت المغرب معظم أراضي الصحراء الغربية، بينما انسحبت موريتانيا في وقت لاحق من المنطقة. على الرغم من أن المغرب يعتبر الصحراء الغربية جزءًا من أراضيه، فإن هذا الاحتلال لم يعترف به من قبل معظم دول العالم، بينما تدعم العديد من الدول والمنظمات الدولية حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.
الموقف الدولي والجهود السلمية
لقد ظلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام يدعون إلى حل سلمي للنزاع، ووافقت الأطراف على وقف إطلاق النار في عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى حل دائم بعد، حيث لا تزال جبهة البوليساريو تطالب بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية، بينما يصر المغرب على أن المنطقة جزء من أراضيه ويعرض منحها حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادته.
الاحتجاجات والانتهاكات
شهدت الصحراء الغربية العديد من الاحتجاجات والمظاهرات ضد الاحتلال المغربي، والتي غالباً ما قوبلت بالقمع العنيف من قبل القوات المغربية. كما تم توثيق العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري بحق الصحراويين الذين يطالبون بحقوقهم في تقرير المصير.
مستقبل النزاع
لا يزال النزاع في الصحراء الغربية يعد أحد أكثر النزاعات في العالم تعقيدًا. في ظل غياب حل سياسي شامل، يبقى الشعب الصحراوي في وضع صعب، فيما تتواصل الجهود الدولية من أجل إيجاد حل مستدام يضمن حقوق الصحراويين ويوقف معاناتهم. يبقى مستقبل المنطقة رهناً بقدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق شامل يقبل به الجميع، ويحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.