أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، أن السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لا تُبنى على الأفراد بقدر ما تستند إلى استراتيجيات ثابتة، موضحة أن نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب غير التقليدي لم يأتِ بجديد على مستوى الأهداف، وإنما اختلف فقط في الأسلوب، من خلال سعيه إلى فرض شخصيته على ملفات السياسة الخارجية.
وأشارت وهدان خلال مشاركتها في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن فكرة “الشرق الأوسط الجديد” تعود إلى مرحلة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، وأن ترامب حاول إعادة توظيف هذه الرؤية لكن بسمات شخصية واستعراض سياسي، معتبرة أن هذا النمط يدخل ضمن ما يعرف في علم التفاوض بأسلوب “الشخصنة” كوسيلة للضغط وجذب الشركاء بشكل وقتي، ما دام هناك مصلحة آنية.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا، أوضحت وهدان أن للرئيس الأمريكي صلاحية إصدار قرارات تنفيذية لتعليق أو إيقاف بعض العقوبات، لكنه لا يمتلك صلاحية إلغاءها بشكل دائم، لأن هذا القرار يبقى في يد الكونغرس، والذي يعود إليه الحسم النهائي خلال ستة أشهر. وأشارت إلى أن هذه المهلة ستكون بمثابة اختبار سياسي كبير وقد تفتح بابًا واسعًا للخلاف داخل المؤسسات الأمريكية.
وفي هذا السياق، لفتت إلى أن استمرار العقوبات أو رفعها لا يرتبط فقط بالسياسة الخارجية، بل بتركيبة القرار الأمريكي الداخلي، مؤكدة أن الملف السوري، كما غيره من ملفات الشرق الأوسط، لن يُحسم بسهولة في ظل تعدد الفاعلين وتشابك المصالح الدولية والإقليمية.
