وحيد حامد.. مبدع جريء احترف “اللعب مع الكبار”

يقول الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا: “تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل الانتصار عليه.. الشجاع ليس من لا يشعر بالخوف، بل من يتغلب عليه”، وهو الدرس ذاته الذي تعلمه الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، طوال مسيرته مع الكتابة.

الكاتب الراحل وحيد حامد، تعامل بشجاعة في كل خطواته الفنية منذ أن وطأت قدماه القاهرة قادمًا من محافظة الشرقية عام 1963، حيث حرص على السير بخطى واثقة نحو التميز والتألق، وعمل على تثقيف نفسه وبقي مٌطلعًا على العديد من الأعمال الأدبية والفكرية. 

وحيد حامد، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، في 1 يوليو عام 1944، ظهرت كتاباته بشكل مكثف في الصحف والمطبوعات، قبل أن يُصدر أول مجموعة قصصية من خلال الهيئة المصرية العامة الكتاب تحت عنوان “القمر يقتل عاشقه”، لكن نصيحة مؤثرة غيّرت من مسار حياته.

نصيحة يوسف إدريس 

وحيد حامد، كان يعتبر الأديب الراحل يوسف إدريس الكاتب والأديب المفضل بالنسبة إليه، بجانب نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي، واعتبرهم أساتذة يصقلون موهبته، لذا استجاب بكل هدوء لنصيحة يوسف إدريس بالتركيز على الكتابة في مجال الدراما.

انطلق حامد نحو الكتابة في الدراما التلفزيونية، وعرف طريق الشهرة في عام 1978 بمسلسل “أحلام الفتى الطائر” مع النجم عادل إمام، وحققا سويًا نجاحات كبيرة، نُقلت لاحقًا للسينما عبر مجموعة من الأفلام أبرزها “انتخبوا الدكتور سليمان” و”الإنسان يعيش مرة واحدة”، و”الغول”، و”الهلفوت”.

اللعب مع الكبار 

لم يكن “اللعب مع الكبار” مجرد اسم لأحد الأفلام الأيقونية للزعيم عادل إمام، الذي تم عرضه في عام 1991، لكن جاء الفيلم كبداية للتحوّل في النمط الدرامي للراحل وحيد حامد، الذي طرق بكل جرأة وشجاعة أبوابًا درامية طُرقت من قبل على استحياء.

قدم وحيد حامد مع عادل إمام فيلم “الإرهاب والكباب” في عام 1994، الفيلم الجريء الذي تناول أوضاع معيشية صعبة تعيشها فئات كثيرة من الشعب، وفي العام التالي قدم فيلم “طيور الظلام”، ورصد خلاله الصراع على السلطة وأطماع الجماعات الإسلامية في الحُكم، والفساد داخل بعض المؤسسات، وفي 1996 قدم الفيلم الجريء “النوم في العسل”، واستخدم خلاله الكوميديا الجريئة لمواجهة بعض الأزمات.

وحيد حامد عن فيلمه “طيور الظلام”، قال في تصريحات سابقة على هامش حصوره على جائزة أفضل سيناريست في مصر عام 1995: “فيلم (طيور الظلام) هو الحدث الأهم في حياتي، سعدت بنجاحه ووصول رسالته للناس، انزعجت بعض الشيء بسبب القضايا التي أقيمت ضد الفيلم، ولكن يبقى الحدث هو الأهم”.

الجماعة

في عام 2010، وقبل شهور قليلة من ثورة 25 يناير، رصت شركة “الباتروس” للإنتاج الفني لمالكها كامل أبو علي، 50 مليون جنيه من أجل تنفيذ عمًلا دراميًا يرصد نشاط جماعة الإخوان في نشأتها، وأفكار حسن البنا في تأسيسها، وبعد 7 سنوات تم تنفيذ الجزء الثاني من المسلسل.

وتعرض وحيد حامد لانتقادات واسعة قبل عرض المسلسل، من جانب جماعة الإخوان، واعتبروا أن الأحداث ستكون مكتوبة بشكل يهاجم الجماعة، وهو ما نفاه وحيد حامد قائًلا إن الأحداث تؤرخ قصة حسن البنا والجماعة بكل مصداقية.

وفاته

توفي وحيد حامد عن عمر ناهز 76 عامًا في 2 يناير عام 2021 متأثرًا بأزمة قلبية، عقب صراع مع المرض.