تنوف في 9 يوليو /العُمانية/ من مبدأ إظهار ثقة الإنسان
بمن حوله، وتحمَل المسؤولية نحو إيجاد ضمير إنساني منضبط، تقبع أكشاك بيع الخضراوات
والفواكه في قرية تنوف بولاية نزوى في محافظة الداخلية دون بائع، ليُصبح المُشتري –
بائعًا ومشتريًا في آنٍ واحد.
قبل ثلاث سنوات، كان يُساعده ابنه – الذي يدرُس في
المرحلة الابتدائية – في البيع بالكشك أمام المزرعة، وعند بدء الدراسة، يتوقف حتى
لا يشتغل عنها، فيأتيه السؤال المتكرر من أبناء الولاية عن محصول المزرعة، لتخطُر
على سعيد بن سالم بن حمود الجامودي فكرة “أنت البائع والمُشتري”، فيترك
العبارة على لوحة خشبية معلَّقة فوق الكشك المليء بالخضراوات والفواكه.
مجرد صندوق صغير، بجانب أنواع مختلفة من الفواكه
والخضراوات، من تمور ورطب، وليمون، وتين ومانجو، وغيرها من محاصيل مزرعة سعيد، فيضع
المُشتري مبلغ الشراء في الصندوق بعد التأكد من لوحة الأسعار المتواجدة في الكشك، وعملية بيع وشراء سريعة يقوم بها الشخص ذاته.
يقول سعيد: ” كانت الفكرة جديدة بالنسبة لأهالي
الولاية، ورغم ذلك انبهروا بها، ولم نتوقع ردَة الفعل الإيجابية والمُساعدة
للاستمرارية”، ومن خلال ذلك، يُترك الكشك طوال اليوم دون بائع أو رقابة
مُستمرة، ليَقف أبناء الولاية والمارّين على الطريق وزوَّار المحافظة كذلك، لشراء
الخضراوات والفواكه في أيّ وقت.
ومع النجاح المُتقدم للكشك، يقوم سعيد بتعبئته باستمرار
من محصول مزرعته والمزارع المجاورة له، ليتعاون الجميع في المُحافظة على نظافة
الكشك، والتأكد من وجود المحاصيل في كُلّ وقت دون الحاجة للشُّعور بالقلق، ليذكُر سعيد
وبكُلّ ثقة: “الأمانة من صفة العُماني، لم نتعرض لأيّ مشاكل مثل السرقة
وغيرها، وجميع الزوَّار من أبناء المُحافظة وخارجها، يشيدون بهذا المشروع”.
ومن خلال ذلك، يُكمل سعيد مشروعه وهو في طُمأنينة تامَّة،
دون الحاجة لتأجيل باقي أعماله أو تحميل أصغر أبنائه أيّ مسؤولية، فيبقى نتاج
جُهده محل ثقة من خلال ضمير الزائر/ البائع / المُشتري/ حيثُ التشارك في المسؤولية
المتبادلة.
/العُمانية /
ابتسام الحضرمية