استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
ويعد هذا اللقاء بالغ الأهمية حيث يأتي وسط جهود مكثفة للتوصل إلى هدنة في غزة، وفي أعقاب حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران.
كما جاء اللقاء بعد إعلان ترامب، في وقت سابق، عن “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال هذا الأسبوع، في ضوء المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، بوساطة أمريكية.
لقاءات تمهيدية
وقبيل لقائه بترامب، أجرى نتنياهو اجتماعات تمهيدية مع وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ويتكوف، في إطار مساعٍ لتنسيق الجهود الدبلوماسية.
وقالت مصادر مطلعة إن «هناك تقدمًا، لكن من المبكر الحديث عن نتائج نهائية. القضايا الأساسية لا تزال مطروحة، لكن الخلافات تُفكك تدريجيًا»
هدنة محتملة وصفقة رهائن
وقال ترامب للصحفيين: “أعتقد أن حماس تريد وقف إطلاق النار. نعمل بجد على تحقيق ذلك”.
وأشار ترامب إلى أن الخطة الحالية لوقف إطلاق النار قد تحتاج إلى تعديلات طفيفة فقط، ما يدل على قرب التوصل إلى صيغة نهائية.
أما المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي حضر اللقاء، فقد أكد أن «لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، وآمل أن يتم ذلك قريبًا جدًا».
ومن جانبه، أعرب نتنياهو عن أمله في أن تسهم اجتماعاته مع ترامب في تحقيق اختراق في صفقة الرهائن، التي لا تزال تواجه عقبات أساسية أبرزها الخلاف على توقيت وقف الحرب.
خطط «تهجير»
وفي تصريح لافت، قال ترامب إن هناك «تعاونًا كبيرًا من الدول المجاورة لإسرائيل بخصوص خطط تهجير الفلسطينيين»، دون أن يحدد أسماء الدول.
أما نتنياهو، فقال إنه يعمل مع واشنطن على “إيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل”، في إشارة إلى مشروع تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة.
وتابع: «إذا أراد الناس مغادرة غزة، يجب أن نمنحهم القدرة على ذلك. نحن نعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد دول تستوعب الفلسطينيين وتمنحهم مستقبلًا أفضل، وأعتقد أننا نقترب من تحقيق ذلك».
الحكم الذاتي للفلسطينيين
وخلال العشاء، أكد نتنياهو موقفه المعروف بشأن القضية الفلسطينية، قائلاً: «الفلسطينيون يجب أن تكون لهم قدرة على الحكم الذاتي، لكن ليس القدرة على تهديدنا».
هذا يعني أن السيطرة الأمنية يجب أن تبقى دائمًا بأيدينا، ولا أحد في إسرائيل سيقبل بغير ذلك».
وأضاف: «أعتقد أننا سنحقق السلام مع جميع جيراننا في الشرق الأوسط بمساعدة قيادة ترامب».
إيران والدعم العسكري
وتُعد هذه ثالث زيارة لنتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتأتي بعد قرار ترامب الشهر الماضي بشن غارات جوية أمريكية على مواقع نووية إيرانية، دعمًا للهجمات الإسرائيلية، في إطار الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وقد ساعد هذا الضغط العسكري في التوصل لاحقًا إلى وقف لإطلاق النار مؤقت بين إسرائيل وإيران.
ويبدو أن ترامب يسعى لاستثمار إضعاف إيران – التي تُعد الداعم الأساسي لحماس – لدفع الأطراف إلى اتفاق أوسع بشأن غزة، وربما أيضًا ترتيب جديد مع إيران، بحسب رويترز.
تفاصيل مفاوضات الهدنة
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف – وهو مهندس مقترح هدنة الستين يومًا – سيتوجه إلى الدوحة هذا الأسبوع لاستئناف النقاشات مع الوسطاء.
ويقترح الاتفاق المدعوم أمريكيًا:
• وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا.
• إطلاق سراح تدريجي للرهائن.
• انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة.
• بدء مناقشات حول إنهاء دائم للحرب.
لكن العقبات لا تزال قائمة. فقد أوضحت مصادر فلسطينية أن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى غزة يشكل العائق الأبرز.
وتُصر حماس على إنهاء الحرب بالكامل قبل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، بينما تشترط إسرائيل الإفراج الكامل عن الرهائن وتفكيك حماس أولًا.
معاناة إنسانية مستمرة
ومنذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس في أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر 251 شخصًا، قُتل أكثر من 57 ألف فلسطيني في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قرابة نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في الأشهر المقبلة.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز