فيلم ممنوع وقرار رئاسي.. عادل إمام يكسر “فيتو” العادلي بأمر من مبارك

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن فيلم ممنوع وقرار رئاسي.. عادل إمام يكسر “فيتو” العادلي بأمر من مبارك

في لحظة من التوتر الشديد، جلس عادل إمام في منزله، مكتئبًا ومختنقًا، تلقى خبرًا من الرقابة يفيد برفض سيناريو فيلمه الجديد “السفارة في العمارة”، ولم يكن الرفض عاديًا، بل مشروطًا بموافقة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، الذي قيل إنه قال بحدة: “على جثتي يا عادل.. الفيلم ده ما يتعملش”.

الرد الصادم من أمن الدولة

لم يتردد الزعيم طويلًا، في صباح اليوم التالي، توجّه إلى مقر مباحث أمن الدولة في مدينة نصر، وهناك التقى بضابط أمني، حكى له تفاصيل الفيلم وأسباب الهجوم عليه، لكن الضابط تراجع سريعًا وقال له: “الموضوع كبير يا عادل بيه.. هكلم القيادات”.

وبالفعل، جلس عادل إمام مع مسؤول أمني رفيع، رحّب به، واستمع إلى القصة، وأكد أن الموضوع مجرد “إجراءات روتينية” سيتم إنهاؤها قريبًا، لكن الأيام مرّت، والرد لم يأتِ.

زكريا عزمي في مواجهة عادل إمام

في مذكراته “الحرفوش.. أيام عادل إمام” التي كتبها أيمن الحكيم، قال فيها “ذات مساء، التقى عادل إمام بزكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، خلال عزاء شقيق الرئيس حسني مبارك، وانتهز الفرصة وأبلغه بما يحدث”.

قال له عزمي: “ما تشيلش هم.. هكلم لك حبيب العادلي بنفسي”.

شعر الزعيم بالارتياح، لكنه لم يكن يعلم أن الوعود ستتبدد كالسراب، وبعد أسبوع من الصمت، عاد ليطلب توضيحًا من عزمي، الذي أجابه:”كلمته فعلاً.. بس الموضوع محتاج شوية إجراءات”.

فهم عادل إمام الرسالة أن العادلي يرفض بشكل قاطع.

غلاف كتاب الحرفوش.. أيام عادل إمام

اللجوء لمبارك والتدخل السريع

 يروي عادل إمام كيف عاد إلى التدخين بشراهة من شدة التوتر، لكنه لم يستسلم، إذ اتصل بصديقه المقرب أسامة الباز، مستشار الرئيس مبارك، وقال له:”عايز أوصل للرئيس.. أنا مش قادر أكمل كده”.

لم يخيب الباز ظن صديقه، ووعده بإبلاغ مبارك، وفي اليوم التالي، جاءت المفاجأة: “السيناريو عاد من وزارة الداخلية، وعليه علامات موافقة واضحة جدًا من حبيب العادلي نفسه، رغم أنه كان معتادًا على التوقيع بخط صغير بالكاد يُرى”.
عادل إمام قال:”وقتها عرفت إن الرئيس مبارك شخصيًا قال كلمته”.

أزمة أخرى.. “عريس من جهة أمنية”

لكنها لم تكن المعركة الأولى، فقبلها، كان فيلم “عريس من جهة أمنية” مهددًا بالمنع أيضًا، والسبب تجسيد الفنان شريف منير لشخصية ضابط أمن دولة.

الرقابة خافت من غضب الداخلية، وأُبلغ عادل إمام أن الموافقة لن تتم إلا إذا وافق اللواء صلاح سلامة، رئيس الجهاز في ذلك الوقت.
ذهب عادل لمقابلته، لكن اللقاء تحوّل إلى مواجهة حادة.
اللواء صاح فيه:”ليه دايمًا بتسخروا منّا؟ ليه تطلعونا مرتشين أو مفتريين؟”.
ورد عليه عادل إمام بغضب: “أنا فنان.. أفلامي بتعيش بعد ميت سنة”.

الرسالة وصلت

انتهى اللقاء بالفشل، لكن إمام لجأ مجددًا إلى أسامة الباز، الذي تدخّل كالعادة، ونجح في تمرير الفيلم، لكن بشرط: تغيير العنوان من “عريس أمن دولة” إلى “عريس من جهة أمنية”، دون ذكر مباشر للجهاز.

المفارقة، كما يروي الزعيم، أنه التقى اللواء صلاح سلامة بعد عرض الفيلم، وسأله مازحًا:
“شوفت الفيلم؟”
فرد اللواء: “شفت نصه”
عادل إمام ابتسم وقال: “شوف النص التاني.. هيعجبك أكتر”

والأغرب أن الفيلم عرض لاحقًا داخل معسكرات الأمن المركزي، بعدما اعتبر مثالًا على تقديم صورة محترمة للضباط، رغم كل ما أثير حوله.

البرلمان في مواجهة “بخيت وعديلة 2”

لم تنتهِ الحروب عند الداخلية، بل امتدت إلى البرلمان، ففي الجزء الثاني من فيلم “بخيت وعديلة”، واجه عادل إمام استجوابًا حادًا تحت القبة، بسبب اتهامات بأن الفيلم يسيء إلى النواب.

الهجوم لم يأتِ فقط من “الإخوان”، بل من نواب الحزب الوطني والمستقلين أيضًا، وتشكّلت لجنة لمنع عرض الفيلم، ونشرت جريدة الأخبار عنوانًا صادمًا: “إيقاف عرض بخيت وعديلة 2”.

وكالعادة، اتصل عادل إمام بأسامة الباز، وطلب تدخّلًا عاجلًا، فردّ عليه: “الموضوع كبير.. بس الرئيس هيتصرف”.

ثلاث مندوبين.. وتقرير للرئيس

في اليوم التالي، أرسل حسني مبارك ثلاثة مندوبين لمشاهدة الفيلم وكتابة تقرير مفصل عنه.

عاش عادل إمام أيامًا عصيبة في الانتظار، حتى جاءه اتصال من أسامة الباز يقول فيه: “الرئيس بيقولك ما تقلقش واشتغل يا عادل، وفرّح الناس”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً