فى خطوة نحو تحقيق الهدنة فى غزة وحقن دماء الفلسطينيين، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن إسرائيل «وافقت على الشروط اللازمة لإبرام» وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً فى غزة.
وأشار ترامب إلى أنّ القاهرة والدوحة ستعملان على إنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح، آمل لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً.
من جانبه، قال جمال نزال المتحدث باسم حركة فتح، إن هناك شدا وجذبا بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى ظل إشارات من الرئيس الأمريكى، لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بضرورة التوصل لاتفاق مع حركة حماس، مضيفًا:» تسعى مصر إلى إنهاء معاناة قطاع غزة بمساندة الأشقاء فى قطر وضغط الولايات المتحدة الأمريكية على جيش الاحتلال، من أجل قبول المفاوضات وإنهاء حالة الحرب فى القطاع، خاصة أنها جولة جديدة من المفاوضات، لكننا لا نعلم حتى الآن، هل نحن أمام فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار؟، أم أمام جولة جديدة من المناورات السياسية؟».
بدوره، أكد جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية، أن حركة «حماس» لا زالت تتمسك بالسلطة سواء كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، موضحًا أن بنود الاتفاق تتضمن ثلاثة محاور أساسية الحماية السياسية، إذ طالبت الحركة بضمانات بعدم استهداف مكتبها السياسى أو قياداتها فى الخارج، والحماية المالية، حيث رفضت حماس مصادرة أموالها أو فرض قيود على مصادر تمويلها، وذلك فى حال التوصل إلى اتفاق نهائى وخروج كوادر الحركة من غزة، ويتضمن البند الأخير بضرورة إشراك ممثليها فى إدارة القطاع، وضمن التشكيلات الأمنية المقبلة، ويعقب ذلك ضمانات تقدمها الولايات المتحدة إلى حماس، بوقف الحرب بشكل نهائى، على أن تعطى إسرائيل مساحة للتحرك عسكرياً فى حال فشل الهدنة بعد مرور 70 يوما دون اتفاق نهائى.
وحول تصريحات الرئيس الأمريكى، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تصريحات الرئيس الأمريكى هى كلمة سر وإشارة إلى نتنياهو لكى يجلس على طاولة المفاوضات، لكننا ننتظر حدوث ذلك بالفعل، ففى المرات الماضية كان هناك مماطلة وتعنت من جانب الاحتلال فى تنفيذ الاتفاقيات التي كانت تطرح من قبل الوسطاء، لافتًا إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل من قبل الوسطاء فى إتمام هذه الصفقة وإنهاء الحرب، لكن الولايات المتحدة هى كلمة السر فى إبرام هذا الاتفاق، ففى الوقت الذي يريد فيه جميع الوسطاء قيام إسرائيل بإرسال وفدًا إلى القاهرة لتقريب وجهات النظر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى امتنع عن ذلك، مفضلا إرسال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر إلى واشنطن، فى محاولة للتوافق مع الولايات المتحدة قبل عقد جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة فى مصر، إذ تبقى نقطة الخلاف الرئيسية، مطالبة حماس بإنهاء دائم للحرب، مقابل سعى إسرائيل إلى وقف إطلاق نار مؤقت يترك خيار استئناف الهجمات متاحا.
«رخا»، أكد أن هناك تكثيفًا للجهود المصرية والقطرية فى الأونة الأخيرة، لكن على الجانب الأمريكى أن يكون أكثر فاعلية من أجل إنهاء معاناة شعب غزة، وللأسف السياسات الإسرائيلية تمضى فى أعمال القتل اليومية التي أصبحت غير منطقية».
إسماعيل الثوابتة مدير المركز الإعلامى الحكومى بغزة، أكد أن عدد شهداء المساعدات الذين استهدفهم الاحتلال «الإسرائيلي» قرب مصائد الموت 580 شهيداً و4216 إصابةً و39 مفقوداً، وذلك خلال محاولتهم الحصول على الغذاء «مصائد الموت» والتي تعرف بمراكز «المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية» منذ بدء عملها 27 مايو، مضيفًا: «ندين بأشد العبارات هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال «الإسرائيلى» ضد المُجوّعين المدنيين».
وقال: «نحمل الاحتلال «الإسرائيلى» والدول المنخرطة فى الإبادة الجماعية، المسؤولية القانونية والتاريخية والإنسانية الكاملة عن تنفيذهم ودعمهم للإبادة الجماعة ضد المدنيين فى قطاع غزة، مطالبًا المجتمع الدولى وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال «الإسرائيلي» من أجل فتح المعابر وكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة قبل فوات الأوان.