عندما تكون للألعاب الإلكترونية غايات تتجاوز الترفيه!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

باتت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال والشباب، إضافة إلى قسم من الراشدين، يجدون فيها ملاذاً من ضغط الحياة اليومية. صحيح أن هذه الألعاب تحمل معها متعة في الظاهر ويجد فيها كثيرون وسيلة لتمضية أوقات مسلية، إلا أن الأمور يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك عندما تصل إلى حد الإدمان أو عندما يتحوّل اللعب إلى هاجس ويسيطر على حياة الطفل أو الراشد.

 

توضح الاختصاصية في المعالجة النفسية الدكتورة ريما بجاني أن الألعاب الإلكترونية، على الهاتف أو عبر الشاشات، باتت متاحة في أي وقت للأطفال، “وهنا تكمن خطورتها الفعلية”.

 

 

 

 

ما انعكاسات الألعاب الإلكترونية على الأطفال؟
مؤكد أن الطفل أو الراشد الذي يمضي أوقاته في الألعاب الإلكترونية يشهد ارتفاعاً في مستويات الأدرينالين، وهذا يشكل إحدى ميزات هذه الألعاب. أما سبب الانجذاب الزائد إليها فيعود إلى أنها تتميز بتحفيز الدماغ إلى حد ما، إضافة إلى إمكان التواصل مع الآخرين من خلالها. فهنا يبدأ التحدي بالنسبة إلى اللاعب، ويشكل هذا حافزاً له في اللعب. لكن، من آثار هذه الألعاب السلبية على الأطفال “ما يظهر عندما يزيد معدل التعلق بها وتصل الأمور إلى حد الإدمان، إذ تؤثر سلباً على شخصياتهم وتسهم بتنميتها بغير الأساليب المناسبة والطبيعية”، وفقاً لبجاني.

 دور الأهل في مواجهة خطر إدمان الألعاب الإلكترونية 
على الأهل تحديد أوقات اللعب. فقد لا يتمكنون من حرمان أولادهم منها، وهذا ليس مطلوباً، بحسب بجاني، خصوصاً أن لهذه الألعاب والتحديات التي ترافقها أثراً إيجابياً على شخصياتهم ومستويات ذكائهم، عند اللجوء إليها ضمن الحدود المعقولة. تضيف: “المطلوب وضع برنامج محدد يلتزمه الطفل، فتكون هناك، إلى هذه الألعاب الإلكترونية، نشاطات جسدية ورياضية يمارسها لتعويض فترات الركود. والأسوأ أنه في فترات اللعب الإلكتروني ترتفع معدلات التوتر في أوقات يغلب عليها الخمول ما يجعل الطفل أكثر ميلاً للانفعال والغضب والعدوانية، وهي آثار أساسية للعب الإلكتروني. ومهم اللجوء إلى النشاط الجسدي ليُخرج الطفل مشاعر الغضب والتوتر التي ترتفع أثناء فترات اللعب الإلكتروني.

ماذا عندما يتحول اللعب الإلكتروني إلى وسيلة لكسب المال؟
قد يدخل الأطفال والراشدون أيضاً في مباريات وتحديات إلكترونية بهدف كسب المال. في هذه الحالة يخرج اللعب الإلكتروني عن إطار التسلية ويأخذ منحى آخر. بحسب بجاني، هذه المباريات التي يمكن المشاركة فيها في العالم الرقمي بهدف كسب المال لا تختلف في علم النفس عن اللعب الذي هدفه كسب المال في الواقع. من يتجه إلى ذلك قد يفعل لسببين: الأثر في مستويات الأدرينالين مع ارتفاع معدلات المخاطرة واحتمالات الربح والخسارة التي تؤثر على الدماغ البشري، أو بحثاً عن الربح السريع والحاجة إلى كسب المال.
ما يختلف في اللعب الإلكتروني لقاء المال عن المقامرة في الحياة الفعلية، أنه  متاح من المنزل أو من أي مكان، ما يجعله في متناول أي كان، وهنا تكمن خطورته وآثاره  السلبية على الإنسان. ففي مثل هذه الحالة، يزيد احتمال الإدمان، وهذا تحديداً ما يشبه كل ما يرتبط بالعالم الرقمي. في مثل هذه الحالات، يسيطر اللعب الإلكتروني على حياة الفرد ويغلب على اهتماماته. لكن عندما يكون الفرد قادراً على وضع حدود لشغفه وتحديد مبالغ يلتزمها، يكون خارج دائرة الخطر، وإلا يمكن أن تصبح الحالة مرضية، وعندها تلغى هوايات ونشاطات في الحياة وعلاقات اجتماعية من أجلها ويغيب المنطق. والأسوأ أنه يمكن لمراهقين أن يمارسوا نشاطات من هذا النوع مع ما لذلك من آثار سلبية عليهم لكونهم يتميزون بشخصيات أكثر حساسية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً