“عفاريت” فيلا عزت أبو عوف تتدخل في اللحظة المناسبة.. فاجأت يسرا بالسرير وتحدت فريد شوقي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن “عفاريت” فيلا عزت أبو عوف تتدخل في اللحظة المناسبة.. فاجأت يسرا بالسرير وتحدت فريد شوقي

في الحكايات الشعبية، عادة ما يكون العفريت ابن بيئة فقيرة، يطلّ من مكان مهجور أو يقطن في بيت قديم على أطراف البلدة، لكن ماذا لو قرّر واحد من هؤلاء أن يسكن فيلا راقية وسط الزمالك، ويختار ضحاياه من بين صفوة المجتمع؟

هذا ما حدث مع عائلة الفنان الراحل عزت أبو عوف، التي لم تكن تتوقع أن تنتقل للسكن في “قلب الحدث” الأشهر لعالم ما وراء الطبيعة في مصر، وتحديدا داخل الفيلا التي كانت تعود لواحد من أبرز رجال الأعمال اليهود في عشرينيات القرن الماضي “سيلفاتور شيكوريل”.

الفيلا رقم 10 التي كانت تقع بشارع يحيى باشا إبراهيم، الذي تغيّر اسمه لاحقا إلى “سريلانكا”، لم تكن مجرد مسكن، بل مسرح جريمة، فداخل جدرانها، قُتل شيكوريل على يد اللصوص فى العشرينيات، بحسب ما ذكرته “الأهرام” و”اللطائف المصورة” وقتها، وظلت روحه حبيسة المكان، ترفض الرحيل، وتتعامل مع السكان الجدد كضيوف غير مرغوب فيهم.

عائلة عزت أبوعوف و”الضيف الثقيل”

وفقًا لما رواه الفنان الراحل عزت أبو عوف وشقيقته مها في أكثر من لقاء تلفزيوني، فإن منزل العائلة كان مسكونا بروح شيكوريل، وشاهدته والدتهما السيدة سميرة عبد الكريم بعد أشهر قليلة من انتقالهم للعيش في المنزل، حيث ظهر في هيئة رجل يرتدي ملابس كلاسيكية سوداء، وعبر أمامها بلا صوت، ولم تصدّق السيدة المثقفة ما تراه عيناها، وسقطت مغشيا عليها، وعندما روت ما حدث للأسرة لم يصدقها أحد.
 

وبعد فترة قصيرة، جاء الدور على خال عزت أبو عوف، وهو شاب في الرابعة والعشرين من عمره، يفيض بالحيوية والعقلانية، كان جالسا وحده في إحدى غرف الفيلا عندما تجسّد أمامه شبح شيكوريل، بهيئته الصامتة وملامحه الكلاسيكية الكئيبة، ولم يكن أمامه إلا أن يفرّ، لكن قدماه خانتاه، ومرّ الشبح من خلال جسده كما يمرّ الهواء البارد في ليلة شتوية، وهنا سقط في حالة ذهول تام، ولم يخرج منها إلا وقد شاب شعر رأسه بالكامل، وكأنه عاش في لحظة واحدة عمرا كاملا من الرعب.

صورة شيكوريل واللحن الناقص

صورة معلقة في أحد محلات “شيكوريل” كشفت اللغز المرعب لوالدة عزت أبو عوف، حيث صرخت بشدة بعد رؤيتها: “ده هو! ده اللي بيظهرلي في البيت!”، وهنا صمت ابن شيكوريل، وأكد لها: “الصورة دي لأبويا اللي اتقتل في الفيلا”.

ظل ضابط الجيش السابق أحمد شفيق أبوعوف متمسكًا بإنكاره، رافضا تماما تصديق الحكايات التي ترويها زوجته وشقيقها عن شبح الفيلا، ولثلاثة عقود كاملة عاش الرجل في المنزل دون أن يقتنع بوجود شيء غير طبيعي، حتى جاءت اللحظة التي غيّرت قناعته تماما.

بحسب ما رواه الفنان عزت أبوعوف في برنامج “بيت العيلة” مع الإعلامية نجوى إبراهيم، كانت العائلة كلها في الإسكندرية، بينما بقي الأب وحيدا في الفيلا، وبما أنه اتجه إلى التأليف الموسيقي بعد تقاعده من الجيش، قرر استغلال الهدوء في كتابة لحن جديد، وأثناء عمله نسي جملة لحنية مهمة، فترك العود وذهب ليحضر كوبا من الماء.

لكن أثناء غيابه، حدث ما لا يصدّق، سمع الجملة اللحنية التي نسيها تُعزف على العود بوضوح، كأن يدا خفية استكملت ما بدأه، وفي البداية ظن أنه يتخيل، ثم حاول طرد الفكرة وأكمل اللحن وغفا قليلا، قبل أن يقع ما لا يمكن تفسيره بالعقل.

يحكي عزت أبوعوف أن والده، بعد لحظات من الغفوة، فوجئ بخيط رفيع من الضوء يتسلل إلى الغرفة عبر ثقب الباب، وبدأ يتمدّد ويتشكل ببطء، حتى اتخذ هيئة رجل بكامل ملامحه، واقترب من وجهه دون أن يرمش، كأنما يقول له متحديا: “أنا لست وهما، أنا هنا فعلا”. 

ارتجف الرجل الصلب الذي اعتاد المعارك، وهرع من الفيلا مرتديا ملابس نومه، يقطع ليل القاهرة بسيارته نحو الإسكندرية، ليعترف أخيرا بأن ما كانت ترويه زوجته لم يكن هذيانا.

“سيلفاتور” يرعب يسرا وفريد شوقي

في البرنامج الرمضاني “عفاريت حسين الإمام”، حكت مها أبوعوف عن تلك الليلة التي نامت فيها الفنانة يسرا في غرفتها، ثم أيقظتها في منتصف الليل بفزع حقيقي في عينيها، وهمست: “فيه حد واقف وبيبص لي من هناك”.

ردت مها، كمن اعتاد الأمر، ودون أن ترفع حاجبًا: “آه.. ده سيلفاتور”، فسألتها يسرا بقلق: “سيلفاتور مين؟”، لترد مها وكأنها تتحدث عن جار عادي في الشارع: “سيلفاتور شيكوريل.. صاحب الفيلا اللي اتقتل هنا، وده عفريته”.

لم تنتظر يسرا بقية الحكاية، وفي لمح البصر، قفزت من النافذة وهي ما زالت بملابس النوم، وهرولت إلى بيتها كأن كل أفلام الرعب التي شاهدتها طوال حياتها اندمجت في تلك اللحظة.
 

حتى فريد شوقي “وحش الشاشة” لم يسلم من عفريت فيلا عزت أبوعوف، ففي سهرة ببيت العائلة ضمت نخبة من نجوم الفن، ومن بينهم يسرا، سهير البابلي، والمخرج محمد عبدالعزيز، وكان بينهم “ملك الترسو”، الذي انفعل عندما دار الحديث -كالعادة- عن شبح سيلفاتور شيكوريل، وصرخ متحديا بصوته الجهوري الذي طالما أرعب الأشرار على الشاشة: “لو العفريت ده راجل.. يطفي النور”، وحينها انطفأ النور بالفعل، وحينها تجمّد “الملك”، وصرخ من الرعب، وأقسم بأغلظ الأيمان ألا يطأ هذا البيت مرة أخرى، ولو حتى في عزّ الضهر.

بعد سنوات، غادرت عائلة أبو عوف الفيلا، لكن يبدو أن العفريت تعّلق بهم مثلما ألفته الأسرة، واعتادت على طقوسه الغريبة وطلته الكلاسيكية بمصباحه اليدوي، ولم يسمح شيكوريل لأي ساكن جديد بالراحة، وظل يطردهم واحدا تلو الآخر، إلى أن هُدمت الفيلا ودفنت معها حكاية العفريت اليهودي الذي رفض المغادرة، وقرر أن يترك خلفه أسطورة أغرب من الخيال.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً