لولا ذلك الحادث في تلك الليلة المشؤومة من أغسطس/ آب 1997، لكانت الأميرة ديانا في الرابعة والستين من عمرها.
ومنذ الحادث المروع في باريس الذي أودى بحياة ديانا، ودودي الفايد، وسائق السيارة هنري بول، لم يتراجع اهتمام الإعلام، بل ازداد حدة في أحيان كثيرة، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.
وخلال إحياء الذكرى العاشرة للحادث عام 2007، أعلنت القناة الرابعة البريطانية اعتزامها عرض صور مؤلمة من موقع الحادث، بما في ذلك صورة لديانا داخل السيارة المحطمة، وقد تم طمس ملامح وجهها.
القرار أثار استياءً شديدًا داخل العائلة المالكة، خاصة وأن الأميرين ويليام وهاري كانا في العشرينات من عمرهما وقتها، ولا يزالان يحملان آثار الصدمة.
وكشفت الكاتبة والصحفية الملكية تينا براون في كتابها “أوراق القصر” أن الأمير ويليام حاول بشدة وقف عرض الصور، عبر توجيه تعليمات لسكرتيره الخاص جيمي لوذر-بينكيرتون بالتدخل لدى القناة لمنع بثها، لكن محاولاته لم تكلل بالنجاح.
وفي رسالة رسمية وجّهها السكرتير إلى القناة، أكد أن عرض تلك الصور “سيتسبب بألم شديد للأميرين، ليس فقط لما تحمله من ذكريات مؤلمة، بل لما تمثله من انتهاك لخصوصية والدتهما في لحظاتها الأخيرة”. إلا أن القناة ردّت بأنها أخذت هذه المخاوف بعين الاعتبار، لكنها اعتبرت أن “لديها مصلحة عامة مشروعة” في عرض الوثائقي.
ورغم هذه التطمينات، تلقّت هيئة تنظيم الإعلام البريطاني “أوفكوم” أكثر من 60 شكوى، غير أنها أيدت قرار القناة في النهاية، معتبرة أن مضمون الوثائقي جاء ضمن توقعات الجمهور من الأعمال الاستقصائية التي تنتجها القناة الرابعة.
واعتبرت الهيئة أن الصور المعروضة كانت ضرورية لدعم مصداقية الشهادات وشكلت جزءًا من رواية موثقة، خاصة وأن عرضها تم بعد الساعة المخصصة للمحتوى الحساس.
ومن بين الصور التي ظهرت في الوثائقي لقطة للطبيب الفرنسي فريدريك مالييز، الذي صادف وجوده في موقع الحادث، وكان أول من قدم المساعدة للأميرة ديانا.
وفي تصريحات أدلى بها لاحقًا لوكالة “أسوشيتد برس” عام 2022، قال الطبيب إنه لا يزال يشعر بالمسؤولية عن لحظات ديانا الأخيرة، مؤكداً أنه لم يتعرف عليها وقتها، إذ كان تركيزه منصبًا بالكامل على إنقاذ حياة المرأة المصابة دون أن يعلم أنها الأميرة الراحلة.
وروى مالييز أنه كان في طريق عودته من حفلة عندما شاهد سيارة محطمة في نفق ألما، تخرج منها أدخنة، فاتجه إليها فورًا. قال: “فتحت الباب، ورأيت أربعة أشخاص. اثنان منهم لا يتنفّسان ويبدوان ميتين، واثنان على الجانب الأيمن كانا لا يزالان أحياء ولكن في حالة حرجة. المرأة الشابة كانت على الأرض، رأسها منخفض وكانت تواجه صعوبة في التنفس”.
أسرع الطبيب إلى سيارته لجلب حقيبة التنفس الخاصة به، وتمكّن من مساعدتها على استعادة بعض النشاط التنفسي. وأضاف: “بفضل حقيبة التنفس استعادت بعض الطاقة، لكنها لم تكن قادرة على الكلام”.
ولم يدرك الطبيب أنها كانت الأميرة ديانا حتى بعد انتهاء عمله في مكان الحادث، حين انتشر الخبر عالميًا.
وبينما كان يعمل داخل السيارة، لاحظ الطبيب ومضات الكاميرات، حيث تجمع المصورون لتوثيق المشهد. ورغم الجدل اللاحق حول دور المصورين في الحادث، أوضح مالييز أنه لا يلومهم، مؤكدًا أنهم لم يعيقوا عمله أو يمنعوه من الوصول إلى الضحايا. وأضاف: “لم أطلب مساعدتهم، لكنهم لم يتدخلوا في مهمتي”.
واستمر الاهتمام بقصة الأميرة ديانا في السنوات الأخيرة، عبر أفلام وثائقية جديدة، منها المسلسل الوثائقي “من قتل ديانا؟” الذي يستعرض الحادث المأساوي من زوايا جديدة، ويقدم مقابلات حصرية مع مصادر لم تُعرض من قبل، بهدف تقديم رؤية أكثر شمولاً عن الظروف التي أحاطت بوفاتها.
المسلسل، الذي يُنتظر عرضه قريباً عبر منصات رقمية كبرى، يعيد فتح النقاش حول واحدة من أكثر القضايا التي شغلت العالم لعقود، ويعكس استمرار تأثير الأميرة ديانا في الذاكرة الجماعية.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز