روبيو «المزيّف».. الذكاء الاصطناعي يدخل الدبلوماسية من الباب الخلفي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



كشفت برقية دبلوماسية أمريكية أن شخصًا مجهول الهوية انتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في واقعة تسلط الضوء على التحديات المتصاعدة التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي،

وأوضحت أنه باستخدام صوت مركّب بالذكاء الاصطناعي، تواصل مع عدد من كبار المسؤولين الشهر الماضي، في سابقة تثير القلق بشأن أمن الاتصالات الدبلوماسية.

دبلوماسية.. من الباب الخلفي

بحسب البرقية التي اطّلعت عليها وكالة «رويترز»، فإن الشخص المنتحل استخدم تطبيق سيغنال المشفّر لإرسال رسائل نصية وصوتية زائفة إلى ثلاثة وزراء خارجية، بالإضافة إلى حاكم ولاية أمريكية وعضو في الكونغرس. وفي حالتين على الأقل، ترك «روبيو المزيّف» رسائل صوتية استخدم فيها صوتًا مُركبًا، يصعب تمييزه عن الصوت الحقيقي للوزير.

الرسائل حملت دعوات للتواصل المباشر عبر التطبيق، وهو ما فُسِّر كمحاولة لخلق مساحات خاصة وغير مرصودة للتفاعل مع المسؤولين، تمهيدًا لجمع معلومات أو اختراق حسابات.

الخارجية تتحرك.. والخطر قائم

وزارة الخارجية الأمريكية أكدت علمها بالحادثة، وقال مسؤول كبير بالوزارة، فضّل عدم كشف هويته، إن الوزارة «تأخذ على محمل الجد مسؤوليتها في حماية معلوماتها»، وتقوم حاليًا بإجراء تحقيق شامل في الواقعة.

وأشار المسؤول إلى أن الوزارة تتخذ إجراءات لتحسين أمنها السيبراني، فيما أكدت البرقية الموجهة إلى كافة السفارات والقنصليات أن التهديد لا يمسّ مباشرة أنظمة الوزارة، لكنّ المعلومات المشتركة مع أطراف خارجية قد تكون عُرضة للاختراق.

محاولة مكررة.. بأدوات متطورة

البرقية المؤرخة في 3 يوليو/تموز، لم تحدد هوية المشتبه به، لكنها ربطت بين هذا الحادث ومحاولة سابقة وقعت في أبريل/نيسان الماضي، عندما شنّ قراصنة إلكترونيون يُعتقد أنهم مرتبطون بروسيا هجومًا على مراكز أبحاث وناشطين ومعارضين في أوروبا الشرقية، إضافة إلى مسؤولين أمريكيين سابقين.

استهداف مسؤولة بارزة أخرى

وهذه هي ثاني حالة يتم فيها استهداف مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام صوت مُركب بالذكاء الاصطناعي.

ففي مايو/أيار، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن شخصًا انتحل شخصية سوزي وايلز، كبيرة موظفي الرئيس ترامب ومدير حملته الانتخابية، وتواصل مع مسؤولين منتخبين ومديرين تنفيذيين وشخصيات عامة عبر رسائل نصية ومكالمات هاتفية.

وبحسب الصحيفة، فإن الرسائل لم تصدر من رقم وايلز الفعلي، لكن من رقم آخر، وسمع بعض المستهدفين صوتًا شبيهًا بصوتها، يُعتقد أنه مُولّد بتقنية الذكاء الاصطناعي. وتشير التقديرات إلى أن منتحل الشخصية تمكن من اختراق هاتف وايلز الشخصي أو نسخ جهات الاتصال منه، ثم بدأ باستهداف الدائرة الضيقة المحيطة بها.

تكنولوجيا بلا حدود.. وأمن بلا ضمانات

ووفق إيه بي سي نيوز الأمريكية فإن الحادثتين مجتمعتين تُظهران أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة بحثية أو تقنية فقط، بل أصبح وسيلة متقدمة لانتحال الهوية وتنفيذ اختراقات دقيقة في أعلى مستويات الحكم والدبلوماسية.

ومع تطور قدرات التوليد الصوتي، أصبحت الهويات السياسية عرضة للتزوير، والمعلومات الدبلوماسية في مرمى التضليل العميق، ما يفرض على الحكومات والمسؤولين إعادة النظر في بروتوكولات الأمن السيبراني والاتصال.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً