رسوم ترامب على “بريكس”.. هل تؤثر على الاقتصاد المصري؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن رسوم ترامب على “بريكس”.. هل تؤثر على الاقتصاد المصري؟

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة “بريكس”، ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذا التوجه على الاقتصاد المصري، خاصة أن مصر جزءًا من هذا التكتل.

وقال خبير أسواق المال، أحمد معطي، إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الدول المنضوية تحت تحالف “بريكس” تداعياته محدودة على الاقتصاد المصري في الوقت الراهن، نظرًا لحجم التبادل التجاري غير الكبير نسبيًا بين مصر والولايات المتحدة.

وأوضح معطي لـ“تليجراف مصر”، أن الصادرات المصرية إلى السوق الأمريكية تتركز في سلع مثل المنسوجات والمنتجات الزراعية وبعض الصناعات الخفيفة، وهي قطاعات يمكنها البحث عن أسواق بديلة، أو التكيف جزئيًا مع ارتفاع التكاليف، حال تم تنفيذ تلك الرسوم فعلًا.

وأشار إلى أن مصر لا تزال في مرحلة مبكرة من اندماجها الفعلي في تحالف بريكس، وبالتالي فإن قرارات ترامب إن تم تنفيذها، ستكون أكثر رمزية منها اقتصادية.

وأضاف معطي أن الأثر الحقيقي سيعتمد على تفاصيل التنفيذ، سواء كانت الرسوم شاملة لكل المنتجات أو مقتصرة على قطاعات معينة، مشيرًا إلى أهمية أن تتجه الحكومة لتعزيز تنويع الأسواق التصديرية، لا سيما في ظل التقارب الاقتصادي المتزايد مع دول مثل الصين والهند وروسيا.

وأوضح أن أي تصعيد أمريكي ضد دول بريكس، ومنها مصر يجب أن يقابل بسياسات مرنة تدعم تنافسية الصادرات المصرية وتقلل الاعتماد على السوق الأمريكي، دون الدخول في مواجهات مباشرة قد تضر بمصالح مصر الاستراتيجية.

التبادل التجاري بين مصر وأمريكا

سجلت الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة خلال عام 2024، نحو 2.26 مليار دولار، في حين بلغت الواردات الأمريكية إلى مصر حوالي 2.72 مليار دولار، بحسب بيانات الهيئة العامة للاستعلامات.

ووصل إجمالي حجم التبادل التجاري في السلع بين البلدين إلى نحو 8.6 مليار دولار، محققًا نموًا بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق.

وبلغ إجمالي التجارة الخارجية لمصر خلال الربع الأول من العام المالي 2024-2025 نحو 32.24 مليار دولار، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في أداء القطاع الخارجي رغم التحديات الاقتصادية العالمية.

سجل حجم الصادرات المصرية إلى أمريكا خلال عام 2024 نحو 2.26 مليار دولار

قادة بريكس ينتقدون السياسة الأمريكية

وجه قادة دول مجموعة “بريكس” انتقادات غير مباشرة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محذرين من تصاعد الإجراءات الجمركية الأحادية الجانب وتأثيرها السلبي على التجارة الدولية.

وفي بيان مشترك صدر يوم 6 يوليو، أعرب زعماء التكتل عن قلقهم مما وصفوه بـ”التدابير الحمائية غير المبررة”، بما في ذلك الزيادات العشوائية في الرسوم الجمركية المتبادلة، والتي اعتبروا أنها تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية وتؤدي إلى تشويه حركة التجارة العالمية.

وأبدى البيان مخاوف جدية من تنامي الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تفرضها بعض الدول من طرف واحد، دون الإشارة المباشرة إلى الولايات المتحدة، محذرًا من أن هذه السياسات التقييدية قد تعرقل نمو الاقتصاد العالمي وتفاقم الاختلالات والفجوات الاقتصادية القائمة بين الدول.

هل ينفذ ترامب تهديده؟

قال الخبير الاقتصادي، الدكتور وليد جاب الله، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعرف بنهجه التفاوضي القائم على التصعيد والضغط، إذ لا يطلق تهديداته جزافًا، بل عادة ما يمهد بها الطريق لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، مع ترك الباب مفتوحًا لتنفيذها إذا لم يستجب الطرف الآخر.

وأوضح جاب الله لـ “تليجراف مصر” أن ترامب خلال ولايته الثانية، أثبت أنه لا يتردد في اتخاذ قرارات اقتصادية حاسمة، كما فعل في ملف الحرب التجارية مع الصين وفرضه رسومًا جمركية على سلع بعشرات المليارات من الدولارات إلى جانب انسحابه من اتفاقات دولية كبرى.

وأضاف أن ترامب لا يحب أن يظهر في موقف المتراجع، ولذا فإنه إذا شعر بأن تهديداته لم تؤخذ بجدية، فمن المرجح أن يقدم على تنفيذها، خاصة إذا أعتقد أن ذلك يعزز من صورته السياسية أو يردع تحالفات اقتصادية يرى أنها تتعارض مع المصالح الأمريكية مثل “بريكس”.

وأتفق جاب الله مع معطي أن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد المصري سيكون محدودًا، خصوصًا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وأمريكا ليس كبيرًا.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة “بريكس” تأسست بعضويتها الأصلية التي ضمت البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، قبل أن تتوسع في مطلع عام 2024 بانضمام كل من مصر، الإمارات، إيران، وإثيوبيا، ثم التحقت بها إندونيسيا رسميًا في يناير 2025، في إطار سعي التكتل لتعزيز نفوذه الاقتصادي والسياسي عالميًا.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً