رجاء.. لا تذبحوا مها الصغير!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن رجاء.. لا تذبحوا مها الصغير!

على مدار الأيام الماضية، تداول الجميع خبر سرقة أعمال فنية من قبل زوجة الفنان أحمد السقا، أو طليقته – لا أعرف تمامًا حالتها الاجتماعية الآن- من رسامة دانماركية.

والأكثر دهشة، أن تلك اللوحات المنسوبة كذبًا إلى مها الصغير، تم عرضها في برنامج تقدّمه منى الشاذلي.
حجم وثقل منى الشاذلي يعرفه القاصي والداني. ليست تلك هي المشكلة.
إنما المشكلة الأكثر رعبًا كانت في كيفية تناول العامة والمثقفين والبسطاء والأغنياء، والحطّابين في براري إفريقيا، والعجائز حول نار المدفأة، لهذا الخبر!

وكأن الكل يمتلك مرسمه الخاص، ويستطيع أن يقارن بين الآلاف من اللوحات، ويعرف من هم مبدعوها.
والأمر برمّته تم اكتشافه بالصدفة، حتى أنا لم أكن لأعرف، فلست مهتمًا باللوحات، عدا لوحة سيارتي المعدنية، موديل 90.

نصب الجميع المشانق، وراحوا يعلّقون مها الصغير عليها، ورُفعت المقصلة في وجهها، وثبّت بعض الإعلاميين منجنيقًا عظيمًا، باتوا يلقون منه كرات اللهب في وجهها، حتى احترقت، وحتى اغرورقت عيناها بالدموع…
حتى اعتذرت قبل أن تبدأ المحاكمة.

مها الصغير أخطأت، وكلنا مخطئون، وقد قالت: “أخطأت”.
منى أيضًا قالت: “أخطأت”.
يجب أن ينتهي الحدث هنا.

إلا أن الجميع – وكأنهم كانوا ينتظرون “جنازة ليشبعوا فيها لطمًا”- لم يتوقفوا!

أنا هنا لا أدافع عن مها الصغير، بالتأكيد.
ولكن… هل تساءلت الجماهير الغفيرة عن حالتها النفسية؟
لأن الكثير يعلم عن المشاكل الأسرية والعائلية التي تمر بها.

هناك حالات نفسية تجعل الإنسان يعتقد أشياء لم تحدث، مثل الذهان، وثنائي القطب، والانفصام.
لست طبيبًا نفسيًا، لكنني أتذكّر أنني قرأت عن مثل هذه الحالات.

نحن بشر، ويجب أن نغفر زلات الآخرين، ليغفر الله لنا.
نحن مخطئون، وخير الخطّائين التوابون، هكذا أخبرنا الحبيب.

ربما فعل كثير من الناس الذين هاجموا مها الصغير ما فعلته هي، إلا أن الله سترهم.
فلماذا كل هذا الضجيج، وكأن كل مشاكل مصر، والوطن العربي، والقضية الفلسطينية، والذين أكلوا الجبنة، وحوادث الطرق، وغرق الحفّار، واشتعال النيران في سنترال رمسيس… بسبب مها الصغير؟!

رجاءً، ابحثوا عن شمّاعة أخرى.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً