شكرا على قرائتكم خبر عن ذكرى رحيل ابن الذوات.. رحلة عزت أبو عوف من القصر المسكون إلى الفن
لم يكن الفنان عزت أبو عوف، مجرد ممثل أو عازف موسيقي موهوب، بل كان أيضًا يعيش حياة مليئة بالأسرار والقصص التي لا تزال تثير فضول الجمهور حتى بعد رحيله.
ذكرى رحيل عزت أبو عوف.. رحلة فنان متعدد المواهب لا تُنسى
تحل الذكرى الـ 6 لرحيل الفنان الكبير عزت أبو عوف، اليوم الثلاثاء، حيث ودع الحياة في الأول من يوليو 2019، عن عمر ناهز 71 عامًا، إثر معاناة طويلة مع المرض، وذلك بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، ترك خلالها بصمة واضحة في مختلف مجالات الفن المصري.
ولم يكن عزت أبو عوف، مجرد ممثل أو مغن أو ملحن، بل كان فنانًا متكاملاً جمع بين عدة مواهب جعلته أيقونة فريدة في الوسط الفني.

مسيرة الفنية
ولد عزت أبو عوف في 21 أغسطس 1948 بالقاهرة، وسط عائلة فنية عريقة؛ فهو ابن الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وشقيق الفنانة مها أبو عوف، ووالد المخرجة مريم أبو عوف.

بالرغم من تخرجه في كلية الطب، فإن شغفه بالفن كان الأقوى، فاختار أن يسير في طريق الموسيقى والتمثيل بدلاً من امتهان الطب.
وبدأ أبو عوف، مسيرته الفنية في السبعينيات، حيث انضم إلى فرقة “بلاك كوتس”، الغنائية، قبل أن يؤسس مع إخوته فرقة “الفور إم” التي أصبحت من أشهر الفرق الموسيقية في مصر خلال الثمانينيات.
وقد تميزت هذه الفرقة بأسلوبها الموسيقي الجديد والمختلف، مما أكسب عزت وجمهوره شعبية واسعة، بجانب الغناء، كان لـ عزت دور كبير في التلحين وكتابة الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام، مما أضاف بُعدًا آخر لموهبته الفنية.

قصر الزمالك
عزت أبو عوف، وُلد في بيئة راقية في قصر الزمالك الذي شهد جزءً من تاريخ عائلته العريق.
القصر بشكله الفخم، وتصميمه القديم، كان يحتفظ بجو من الغموض الذي أشعل خيال من سمعوا بقصته، والروايات حوله لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت تُروى على لسان أبو عوف نفسه، الذي لم يتردد في الحديث عن تجربته مع ما أسماه “البيت المسكون”.
أحداث غامضة بقصر عزت أبو عوف
حسب ما رواه أبو عوف، في أكثر من لقاء تلفزيوني، قال: “كانت هناك أحداث غامضة تحدث في هذا البيت، كنت أسمع خطوات على الدرج وأصوات غلق وفتح الأبواب في أوقات متأخرة من الليل، دون أن أجد تفسيرًا واضحًا لهذه الأصوات، هذه الحوادث لم تكن مجرد خيالات أو أوهام، بل كانت تحدث بشكل متكرر، مما جعل البعض يعتقد أن البيت مسكون فعلًا بالأشباح”.
قصة “بيت عزت أبو عوف المسكون”
مع مرور الوقت، أصبحت قصة “بيت عزت أبو عوف المسكون” جزءً من أسطورته الشخصية، بعض الجمهور رأى فيها عنصرًا يعزز من غموضه، بينما اعتبرها آخرون مجرد حكاية مسلية من عالم الفن، ورغم ذلك، كانت هذه القصة تفتح الباب أمام تساؤلات حول علاقة الفنانين ببيوتهم وأسرار حياتهم الشخصية.
زيجات عزت أبو عوف
تزوج أبو عوف، من فاطيما زوجته الأولى، واستمر زواجهما 36 عامًا، حتى وفاتها في عام 2012.

وتحدث عزت أبو عوف في العديد من المناسبات عن مدى حبه وإخلاصه لها، وكانت وفاتها ضربة كبيرة له.
وتزوج أبو عوف، من “أميرة” زوجته الثانية، في عام 2015، وكانت تجمعهما علاقة صداقة قوية، وكانت تدعمه بشكل كبير في فترة حزنه على فراق زوجته الأولى.

بين التمثيل والإعلام والموسيقى
في مجال التمثيل، قدم عزت أبو عوف، العديد من الأدوار المتنوعة التي تثبت تعدد مواهبه، بداية من أدواره في الكوميديا إلى الأدوار الدرامية والأكشن.
كان فيلم “آيس كريم في جليم” (1992) نقطة انطلاق عزت أبو عوف، السينمائية الحقيقية، وتوالت بعدها أعماله التي حظيت بنجاح جماهيري ونقدي. من أبرز أعماله أيضًا فيلم “ظل الرئيس” (2017)، الذي يعد من آخر أفلامه قبل رحيله.
ولم يقتصر تألق أبو عوف، على التمثيل والموسيقى فقط، بل كان أيضًا إعلاميًا بارعًا، حيث قدم برامج تلفزيونية ناجحة مثل “هرم الأحلام” و”القاهرة اليوم”، مما جعله واحدًا من أبرز الوجوه الإعلامية التي امتلكت قدرة على جذب الجمهور بأسلوبه الفريد وحضوره الطاغي.
إنجازاته وإسهاماته
بالإضافة إلى ذلك، شغل عزت أبو عوف، منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عام 2008، حيث ساهم بشكل كبير في دعم السينما المصرية والعربية، وحافظ على استمرارية هذا الحدث المهم رغم التحديات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد.

ويُعد الفنان عزت أبو عوف أول، من اكتشف المطرب محمد فؤاد، كما تعاون مع نجوم كبار مثل عمرو دياب وتامر حسني.

محطات مؤثرة في حياة عزت أبو عوف
على الصعيد الشخصي، مر الفنان عزت أبو عوف، بأوقات صعبة خاصة بعد وفاة زوجته فاطيما عام 2015، والتي تركت أثرًا عميقًا على حياته وصحته النفسية.
كما تعرض عزت أبو عوف، لمشاكل صحية أجبرته على إجراء عملية قلب مفتوح، وظل صامدًا في مواجهة المرض حتى رحيله.
وظل أبو عوف، رمزًا للفن المتعدد الأبعاد، محبوبا وموقرًا بين زملائه في الوسط الفني، وترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا مستمرًا في إلهام الأجيال الجديدة. كما تميز، بشخصيته الإنسانية وتواضعه وحبه العميق للفن، مما جعله فنانًا متكاملاً قادرًا على لمس قلوب جمهوره من خلال كل أعماله.
