بعد نحو ثلاثة أشهر من مغادرتها القصر الرئاسي إثر فضيحة مدوية، أصبحت السيدة الأولى السابقة لكوريا الجنوبية، كيم كيون هي، في قلب تحقيقات موسعة، يقودها مئات المحامين، وسط اتهامات تتعلق بالفساد وإساءة استخدام السلطة.
وفي الوقت نفسه، يُحاكم زوجها، الرئيس السابق يون سوك يول، بتهمة التمرد، عقب عزله من منصبه بسبب محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في ديسمبر من العام الماضي، ويتولى التحقيق ضد كيم مدعون خاصون تم تعيينهم من قِبل الرئيس الحالي، لي جاي ميونغ.
ومن المتوقع أن تبدأ الفرق القانونية تحقيقاتها قريباً في 16 ادعاء موجهاً ضد كيم، تتضمن تهماً بالتلاعب في أسواق الأسهم، والتدخل في عمليات الترشح للانتخابات، فضلاً عن تلقي هدايا فاخرة بطريقة غير قانونية، من بينها حقيبة يد من ماركة «شانيل» الفاخرة.
وقد أثارت كيم، (52 عاماً)، جدلاً واسعاً في الأوساط الكورية، حيث تُقارن بشخصيات شهيرة، مثل ماري أنطوانيت، ومايكل جاكسون، سواء لطموحها الكبير أو لجراحات التجميل التي خضعت لها. ورغم تأثيرها الإيجابي على صورة زوجها العامة، فإن تدخلاتها السياسية وتعبيرها الصريح عن آرائها كثيراً ما أضرت بمكانته.
ويعتقد أن كيم تواجه نفوراً شعبياً ليس بسبب الاتهامات فحسب، بل أيضاً لأنها تمثّل صورة المرأة الغنية والمستقلة والصريحة، التي لا تنسجم دائماً مع القيم التقليدية للمجتمع الكوري المحافظ، وتدير كيم شركة «كوفانا كونتينتس» لتنظيم الفعاليات والمعارض الثقافية، وتبلغ قيمة أصولها الشخصية نحو 28 مليون دولار، وفق بيانات تعود لعام 2018.
كما أن مسيرة كيم الأكاديمية، أصبحت محل تشكيك، حيث ألغت جامعة «سوكميونغ» النسائية درجتها في الماجستير، بعدما كشفت لجنة الأخلاقيات عن سرقة واسعة في أطروحتها المقدمة عام 1999، فيما تفكر جامعة «كوكمين» بسحب درجة الدكتوراه التي نالتها عام 2008، والمتهمة بالحصول عليها بوسائل غير نزيهة.
وكان موضوع أطروحتها يدور حول «العرافات»، ما عزز الشبهات حول تأثرها بالخرافات، خصوصاً بعد تداول صور تظهر فيها كتابات غامضة على يد زوجها خلال مناظرة انتخابية، إلى جانب مزاعم باستعانته بمعالج بـ«الوخز بالإبر الصينية». عن «التايمز»