شكرا على قرائتكم خبر عن تحسبا لغزو صيني.. تايوان تطلق المناورة الأضخم بـ”التجربة الأوكرانية”
أطلقت تايوان، اليوم الأربعاء، أكبر مناوراتها العسكرية السنوية حتى الآن، تحت اسم “هان كوانج 2025″، وسط تصاعد التوترات مع الصين وتحذيرات من احتمال اندلاع نزاع إقليمي واسع في حال وقوع هجوم عسكري على الجزيرة، وفقًا لوكالة “رويترز”.
ووفقًا لمسؤولين في وزارة الدفاع التايوانية، ستركز المراحل الأولى من التدريبات على محاكاة هجمات إلكترونية تستهدف أنظمة القيادة والبنية التحتية الحساسة، بهدف تقييم قدرة الجيش على الاستمرار في العمل تحت ظروف تعطيل الاتصالات، ضمن استعدادات لمواجهة غزو صيني محتمل.
الاستفادة من دروس أوكرانيا
وقال مسؤول عسكري تايواني رفيع، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية التدريبات: “نحن نُقيّم بشكل واقعي التهديدات المحتملة التي قد تواجهها تايوان في ساحة المعركة الحقيقية، مستفيدين من تجربة أوكرانيا خلال السنوات الماضية”، بحسب “رويترز”.
وأضاف المسؤول أن حماية أنظمة القيادة والسيطرة أصبحت أولوية قصوى في ظل تنامي التهديدات السيبرانية والمعلوماتية، مشيرًا إلى ضرورة تفكير القادة في طرق إيصال أوامرهم إلى القوات على الأرض في ظل انقطاع الاتصال.

تكتيكات المنطقة الرمادية
تشير السلطات التايوانية إلى أن الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل الإعلامي تمثل أدوات تكتيكية تستخدمها بكين ضمن ما يعرف بـ”تكتيكات المنطقة الرمادية” التي تسبق أي تحرك عسكري مباشر.
وفي هذا السياق، تشمل تدريبات هذا العام ولأول مرة اختبار أنظمة HIMARS الصاروخية الأمريكية الصنع من طراز “لوكهيد مارتن”، إلى جانب صواريخ “سكاي سورد” أرض-جو محلية الصنع، كما تم استدعاء 22 ألف جندي احتياط، وهو العدد الأكبر في تاريخ المناورات.
وشوهد نحو 300 جندي احتياطي وهم يتلقون تدريبات ميدانية داخل مدرسة في مدينة تاويوان تم إخلاؤها خلال العطلة الصيفية، شملت استخدام قذائف الهاون والأسلحة الخفيفة.
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، أنه بحلول الساعة السادسة صباحًا من يوم التدريبات، رصد الجيش 31 طائرة عسكرية صينية و7 سفن حربية قرب الجزيرة، عبرت منها 24 طائرة الخط الفاصل غير الرسمي في مضيق تايوان.
وأفادت وكالة “شينخوا” الصينية، أن وزارة التجارة في بكين أدرجت 8 شركات تايوانية على قائمة مراقبة الصادرات، في خطوة تعتبرها تايبيه جزءًا من التصعيد الاقتصادي الموازي للتوتر العسكري، وشملت القائمة شركة الصناعات الفضائية الجوية التايوانية (AIDC).
تدريبات شاملة
تتضمن المناورات تدريبات ميدانية برية وبحرية وجوية على مدار الساعة، إضافة إلى اختبار القدرات المدنية في حالات الطوارئ، مثل تشغيل محطات الإمدادات الطارئة، وتوسيع استخدام الملاجئ المضادة للغارات الجوية.
من جانبها، وصفت وزارة الدفاع الصينية هذه التدريبات بأنها “مجرد خدعة”، في إشارة إلى موقف بكين الرافض لمثل هذه التحركات التي تعتبرها جزءًا من “نزعة انفصالية”.
خلفية النزاع
تعتبر الصين تايوان، التي تتمتع بحكم ديمقراطي ذاتي، إقليماً منشَقًا يجب إعادته إلى السيادة الصينية، ولا تستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك، وفي السنوات الخمس الأخيرة، كثفت بكين تحركاتها العسكرية بالقرب من الجزيرة، بما في ذلك مناورات وتوغلات جوية وبحرية شبه يومية.