بعد حريق سنترال رمسيس.. كيف قضى المصريون ليلة انقطاع الاتصالات؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا على قرائتكم خبر عن بعد حريق سنترال رمسيس.. كيف قضى المصريون ليلة انقطاع الاتصالات؟

وسط الحريق الذي ضرب سنترال رمسيس، أمس، وتسبب في شلل واسع بخدمات الاتصالات والإنترنت، تقطعت السبل بمئات الأسر والأفراد.

وتراوحت المواقف في تلك الساعات العصيبة بين أب يعجز عن الوصول لابنته، وآخر لا يدري كيف يعود لمنزله، وثالث سيطر عليه الحرج داخل أحد المطاعم لعجزه عن سداد فاتورته، وكلها حكايات اختصرت حجم الفوضى التي ترتبت على ذلك العطل المفاجئ.

القلق يسيطر على قلب أب

في يوم بدا عاديًا، كانت فيروز تلك الفتاة الصغيرة التي أنهت لتوها الشهادة الإعدادية، تتهيأ لـ”خروجة” مع صديقاتها في إحدى دور السينما بمدينة السادس من أكتوبرز

ولم تكن فيروز تعلم أن دقائق قليلة من بعد دخولها قاعة السينما تفصلها عن إصابة الاتصالات والإنترنت بالشلل في أنحاء متفرقة من البلاد، ويتعرض قلب القاهرة للجمود، ولا تبقى وسيلة واحدة لطمأنة أم وأب نهش القلق قلبيهما.

يحكي أحمد الجمّال، والد فيروز، لـ”تليجراف مصر” كم استبد به القلق في وقت اقطعت به السبل للاطمئنان على صغيرته، ويقول: “من الساعة الخامسة والنصف تقريبًا مساءً وحتى التاسعة والنصف، لم أكن أعلم شيئًا عن مكان تواجد ابنتي”.

ويتابع: “كانت مع ابنتي وصديقاتها واحدة من أمهات إحداهن، حاولت زوجتي – رشا – التواصل معها لمعرفة مكان تواجدهن وهي في طريقها من فيصل إلى مدينة أكتوبر، وبالفعل استطاعات رشا التواصل مع الأم بصعوبة عبر تطبيق واتساب، وتحديد مكان تواجد فيروز”.

وبعد منتصف الليل، و6 ساعات من المحاولات البطيئة للتواصل مع أطراف العائلة، أطمئن الجمّال بوصول فيروز ووالدتها إلى المنزل بسلام.

هدفع لما الشبكة تيجي

ومع توقف البنوك وأنظمة الدفع الإلكترونية، لم يتمكن الكثيرون من دفع فاتورة المطعم أو السوبر ماركت، إذ اعتاد الكثير من المصريين دفع الفواتير إلكترونيًا.

وكتب حسن راشد عبر “فيسبوك”: “أنا واحد تقريبًا ما بمشيش بكاش غير تمن المواصلات بالعافية، كنت بدفع كل حاجة إلكتروني (فيزا – محفظة إلكترونية – إنستاباي) وبس، على أساس بقى إحنا في عصر الشمول المالي والتحول الرقمي والـQR code اللي في كل مكان. بس بعد اللي حصل في سنترال رمسيس، لما النت وقع والخدمات المالية مش متاحة ولا محافظ إلكترونية بتشتغل، حد يقدر يقنعني إزاي أعتمد على التحول الرقمي في كل حاجة؟ وإزاي أقول للناس إحنا في عصر الشمول المالي؟ يعني أروح أقول للمطعم ولا الكافية ولا حتى أوبر استنى هدفع لما الشبكة تيجي؟”.

جانب من التعليقات

لم تكن تلك هي الحالات الوحيدة لمن تقطعت بهم السبل في ليلة اختلال خدمات الاتصالات والإنترنت وانقطاعها بشكل كامل في أماكن عدة بالقاهرة الكبرى، فقد وقع الكثيرون في المحظور وامتلأت الصفحات الإلكترونية باستغاثات يطلب فيها أصحابها رجوع أنظمة الدفع الإلكترونية للعمل، ليتمكنوا من سداد حساباتهم والخروج من المطاعم.

أشهر هذه الحالات كان احتجاز صديق الإعلامي تامر أمين داخل أحد المطاعم المشهورة هو وعائلته لعدم تمكنهم من سداد الفاتورة بعد تناول الطعام.

جانب من التعليقات

جدعنة المصريين

وبينما تقطعت السبل بالمصريين خلال هذا الحادث العرضي، فُتح للبعض سبل أخرى، وهو ما حكاه أحمد شعراني عبر منشوره على “فيسبوك”، حيث تحدث عن جدعنة المصريين وقت الأزمات، قائلًا: “النهاردا كلت وشربت وروحت زي الباشا بأوبر ومادفعتش ولا جنيه، عن جدعنة المصريين، أكتب هذه الكلمات كمواطن مصري تأثر بسبب حادث حريق سنترال رمسيس، إذ أدركنا ولأول أننا دون الإنترنت وما يسمى بأدوات الرقمنة لا شيء، صفر”.

وأضاف: “في بداية الحريق، الشغل وقف، فقررت أنزل اتغدى في واحد من المطاعم الموجودة في الدقي، وأنا مش مدرك إني عادي زي كل يوم، مش ماشي بفلوس كاش، وطلبت اللي أنا عايزه، وقعدت كلت، ثم جالي تليفون من صديقي بيقولي أن كل البنوك وقفت”.

وأضاف: “خلصت أكل، ولاحظت إن فيه كذا حد في المطعم عايز يحاسب بالفيزا زي ما متعودين كل يوم، لكن المكن كله مش شغال، وكمان الـ ATM، في الشارع مفيش ولا واحدة فيهم شغاله، وبعد نصف ساعة تقريبًا من المحاولات، قرر مدير المطعم، أنه يتحمل المسؤولية، ويقولنا اتفضلوا ولما المشكلة تتحل ابقوا حولوا لنا الفلوس (الدنيا مطارتش)، وفعلًا مشيت وأنا حتى معرفش اسمه ولا هو يعرفني.

وتابع: “ومشينا وقلنا أكيد المشكلة اتحلت، ولأن معييش العربية اليومين دول والوقت اتأخر قلت أطلب إندرايف، وأروح أسحب فلوس على ما العربية توصل، لكن مفيش ولا ماكينة ATM في المنطقة شغاله، والعربية كانت وصلت، فقلت للسواق ثواني بحاول أسحب فلوس، وبردو مفيش أي حاجة شغاله، فقلت للراجل خلاص أنا آسف جدًا لكن مش هعرف أكمل المشوار، فتفاجئت بالرد، وقال لي، أركب بس، ووالله قال لي نفس الكلمة اللي قالها لي الراجل بتاع المطعم (الدنيا مطارتش) ومينفعش أسيبك متسوح كده، ابقى ابعتلي الفلوس لما الدنيا ترجع تشتغل”.

واختتم: “أنا النهاردا كلت وشربت وركبت أوبر علشان أروح زي الباشا، ومدفعتش جنيه، علشان عايش في بلد شعبها محترم، وفيها بني آدمين بيقدروا بعض، وبيقفوا جنب بعض حقيقي في الأزمات”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً