الصومال.. حرب ضد الإرهاب في الجنوب وتصدعات سياسية بالشمال

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



في مشهد يجمع بين التحديات الأمنية المزمنة والتوترات السياسية المتجددة، يواجه الصومال مرحلة حرجة تتقاطع فيها أولويات الحرب على الإرهاب مع معركة إعادة تشكيل الخريطة السياسية شمال البلاد.

فبينما يحقق الجيش الوطني تقدما ميدانيا في مواجهة حركة الشباب بمحافظة شبيلي السفلى، تتصاعد أزمة جديدة في إقليمي سناغ وسول، مهددة بفتح جبهة داخلية لا تقل خطورة عن المعركة ضد الجماعات الإرهابية.

عملية نوعية

وأعلنت وزارة الدفاع الصومالية، الثلاثاء، أن القوات الخاصة “دنب” نفذت عملية عسكرية نوعية في منطقة بغداد بمحافظة شبيلي السفلى، استهدفت مواقع استراتيجية تابعة لحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

العملية، التي نفذت ليلا، أسفرت عن تدمير أربعة قوارب تستخدم لنقل الأسلحة والمقاتلين عبر نهر شبيلى، إضافة إلى مراكز قيادة ومخازن سلاح ومنصات للهجمات.

وتأتي الضربة التي وصفت بـ”الموجعة”، وفق الوزارة، ضمن خطة أوسع لتفكيك الشبكات اللوجستية للتنظيم، وتعكس تصاعد كفاءة التنسيق بين الوحدات الميدانية والاستخباراتية، وتؤكد مضي الحكومة قدما في استراتيجيتها لتجفيف منابع الإرهاب .

أزمة سناغ وسول

في المقابل، يتجه المشهد شمالا نحو صدام سياسي محتمل، مع تصاعد الخلاف بين ولاية بونتلاند والحكومة الفيدرالية بشأن الوجود العسكري المزعوم في سناغ وسول، وهما منطقتان متنازع عليهما مع إدارة خاتمو التي تحظى بدعم مقديشو.

وفي خطاب تصعيدي، حذر رئيس ولاية بونتلاند، سعيد عبد الله دني، قادة خاتمو من تجاوز حدود سيطرتهم، مشددا على أن مصير سناغ “تحدده بونتلاند”.

جاء ذلك أثناء إلقائه كلمة أمام جنود جدد في مدينة قرطو، وفق ما نقلته وسائل إعلام صومالية محلية اليوم الأربعاء.

من جانبها، نفت الحكومة الفيدرالية على لسان وزير الدفاع، أحمد معلم فقي، إرسال أي قوات إلى المنطقتين، معتبرة الاتهامات محاولة لتشتيت الانتباه عن “عجز بعض الأطراف في مواجهة الإرادة الشعبية”، كما أشار إلى التناقض في الخطاب السياسي الذي يتهم الحكومة بالفشل في تأمين العاصمة، بينما يزعم في الوقت ذاته أنها بصدد فرض سيطرتها على الشمال.

النفي الرسمي جاء بعد تصعيد كلامي من بونتلاند، التي اتهمت الحكومة الفيدرالية بالتدخل في شؤونها وتحميلها مسؤولية أي تصعيد محتمل، وفرضت سلطات بونتلاند قيودا على الاجتماعات في سناغ، ودعمت مواقعها بتعزيزات عسكرية، .

وسبق هذا التصعيد إعلان وزارة الداخلية الصومالية عن تشكيل لجنة فنية للإشراف على المرحلة الختامية لتأسيس ولاية خاتمو، وتحديد 10 يوليو/تموز الجاري موعدا لانعقاد مؤتمر تشاوري في مدينة لاسعانود، لمناقشة مستقبل الولاية وهيكل حكمها.

جذور الأزمة

الاحتقان في سناغ وسول ليس جديدا، بل هو امتداد لصراع جيوسياسي وقبلي طويل بين بونتلاند وخاتمو، تفاقم مع اعتراف الحكومة الفيدرالية بخاتمو كـ”إدارة انتقالية”، ما أعطى الأخيرة شرعية مؤسسية دفعتها للمضي نحو التأسيس الكامل.

المناطق المتنازع عليها تحتل موقعا استراتيجيا وتضم تداخلا قبليا معقدا بين عشائر دارود وإسحاق، ما يُضفي على النزاع بعدا اجتماعيا عميقا يتجاوز الاعتبارات الإدارية .

وفيما تبذل بعض الأطراف العشائرية جهود وساطة لاحتواء التوتر، فإن الإجراءات التصعيدية من بونتلاند مثل فرض القيود الأمنية ودفع تعزيزات عسكرية تشير إلى أن خيار المواجهة لا يزال حاضرا على الطاولة، لا سيما مع موعد المؤتمر الحاسم الذي حدد الـ10 من يوليو/تموز الجاري وفق متابعين للشأن الصومالي.

وفي خضم المكاسب العسكرية ضد الإرهاب في الجنوب، تجد الحكومة الفيدرالية نفسها أمام تحد سياسي حاد في الشمال، يحمل في طياته خطر تفجير توازنات فيدرالية هشة، ويهدد بفتح جبهات داخلية من شأنها تقويض جهود الاستقرار.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً