شكرا على قرائتكم خبر عن “الحزمة المعقوفة”.. مرض دماغي يدفع صاحبه نحو السلوك الإجرامي
كشفت دراسة علمية حديثة وجود علاقة محتملة بين إصابات معينة في الدماغ وظهور سلوكيات إجرامية أو عنيفة لدى بعض الأشخاص، حيث أجريت الدراسة من قبل باحثين من جامعة كولورادو، مستشفى بريجهام، وكلية الطب بجامعة هارفارد، ونشرت في مجلة الطب النفسي الجزيئي.
علاقة ارتكاب الجرائم بالمشاكل الدماغية
ركز الباحثون على حالات أشخاص بدأوا في ارتكاب الجرائم بعد تعرضهم لإصابات دماغية، ناتجة عن سكتات دماغية أو أورام أو إصابات رضحية، وتمت مقارنة هذه الحالات بـ706 شخصًا آخرين يعانون من مشكلات عصبية مختلفة مثل الاكتئاب أو فقدان الذاكرة.
ووجد الباحثون أن هناك نمطًا واضحًا من التلف يظهر في مسار دماغي معين يعرف باسم “الحزمة المعقوفة” في الجانب الأيمن من الدماغ.

وبيّنت الدراسة أن الضرر الذي يصيب الحزمة المعقوفة تحديدََا، والذي تربط بين مناطق الدماغ المسؤولة عن العاطفة واتخاذ القرار، قد تضعف قدرة الإنسان على التحكم في انفعالاته، أو تقييم العواقب، أو الشعور بالتعاطف، ما قد يزيد من احتمال السلوك العدواني أو الإجرامي.
هل المجرم دائمََا مريض عقليََا؟
أكدت الدراسة أن الإصابة بهذا الجزء لا تؤدي دائمًا إلى سلوك إجرامي، لكنها قد تكون أحد العوامل المساهمة، وأشار الباحثون إلى أن لهذه النتائج آثارًا مهمة على مجالي الطب والقانون.
وتساعد هذه النتائج الأطباء على التدخل المبكر مع الأشخاص المعرضين للخطر، كما قد تدفع المحاكم إلى مراعاة وجود تلف دماغي عند تقييم المسؤولية الجنائية.

الدراسة تطرح تساؤلات أخلاقية عميقة حول الإرادة الحرة، والمسؤولية، وطبيعة السلوك البشري، وتفتح بابًا لمزيد من البحث في كيفية تأثير الدماغ على قراراتنا الأخلاقية وسلوكنا الاجتماعي.