اتفاق الردع المشترك.. فرنسا وبريطانيا تضعان عقيدة نووية جديدة لأوروبا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



أعلنت فرنسا وبريطانيا، مساء الأربعاء، التوصل إلى تفاهم غير مسبوق بشأن تنسيق أدوات الردع النووي، في خطوة تهدف إلى مواجهة ما وصف بـ«التهديدات القصوى» التي تتعرض لها أوروبا.

البيان المشترك الصادر عن العاصمتين أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيوقّع، الخميس، إعلانًا جديدًا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة.

 ويقرّ هذا الإعلان وللمرة الأولى بأن الوسائل النووية للبلدين يمكن تنسيقها رغم استقلال قرارات استخدامها.

وجاء في البيان: «التهديدات القصوى لأوروبا ستستدعي ردًا من البلدين»، في تلميح واضح إلى أن أي اعتداء على المصالح الحيوية لأي منهما قد يُواجَه برد نووي مشترك، دون تحديد طبيعة هذا الرد أو شروط تفعيله.

«مجموعة رقابة نووية» مشتركة

الإليزيه أوضح أن الإعلان سيُنشئ «مجموعة رقابة نووية» يشرف عليها قصر الإليزيه ومكتب رئيس الوزراء البريطاني، وستكون مسؤولة عن التنسيق السياسي والعملياتي في قضايا الردع، بما في ذلك قدرات استخدام السلاح النووي.

كما أكد البيان أن السيادة الوطنية لكل من باريس ولندن على قرار تفعيل الأسلحة النووية «ستظل قائمة بالكامل»، إلا أن الرد قد يكون منسقًا ضد أي خصم «يهدد المصالح الحيوية لإحدى الدولتين».

تنسيق نووي بين دولتين للمرة الأولى 

ووفق البيان، فإن الإعلان المنتظر «يؤكد للمرة الأولى أن وسائل الردع الخاصة بالبلدين مستقلّة، لكن يمكن تنسيقها». وأضاف: «التهديدات القصوى لأوروبا ستستدعي ردًا من البلدين»، دون تحديد طبيعة هذا الرد أو عتبات استخدام القوة النووية.

وفي لهجة واضحة تعكس تشارك المصالح العليا، أكد الطرفان أن «أي خصم يهدد المصالح الحيوية للمملكة المتحدة أو فرنسا، يمكن أن يُواجَه بقوات البلدين معًا».

من إعلان 1995 إلى تعاون نووي مباشر

الإعلان المنتظر يُعدّ تطورًا نوعيًا مقارنة بإعلان 1995 المشترك، الذي اكتفى آنذاك بالتأكيد على أن البلدين «لا يتصوران وضعًا يمكن أن تُهدد فيه المصالح الحيوية لإحداهما دون أن تُهدد الأخرى»، دون الحديث صريحًا عن تنسيق الرد أو استخدام الأسلحة النووية.

لكن تغير الظروف الأمنية في أوروبا، خصوصًا منذ العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا عام 2022، وتنامي الشكوك في التزامات واشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب تجاه «الناتو» وحلفائه الأوروبيين، دفع باريس ولندن لإعادة صياغة تعاونهما الدفاعي ضمن إطار أوروبي مستقل.

قمة ماكرون وستارمر.. النووي وأوكرانيا

ومن المقرر أن يكون التعاون الدفاعي، وخاصة في مجال الردع النووي، محور القمة الفرنسية البريطانية التي تجمع الخميس في داونينغ ستريت بين ماكرون وستارمر.

كما سيرأس الزعيمان اجتماعًا افتراضيًا لتحالف الدول «المتطوّعة» بشأن أوكرانيا، وهو تحالف أُنشئ مطلع عام 2025 بمبادرة من باريس ولندن، ويضم نحو ثلاثين دولة تعمل على دعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا وضمان شروط وقف إطلاق نار مستقبلي مع روسيا.

ويشارك في الاجتماع ممثلون من الولايات المتحدة وعدد من الحلفاء، في وقت يواصل فيه الغرب مساعيه لتثبيت التوازن الأمني في أوروبا، بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



Source link

‫0 تعليق

اترك تعليقاً