أسرار التوتر بين روسيا وبريطانيا..!!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لفتت نظري تهنئة وزير الخارجيَّة الروسي سيرجي لافروف لسموِّ وزير الخارجيَّة الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماعهما الأخير، بعد انتصار نادي الهلال على نادي مانشستر سيتي الإنجيزي، بنتيجة كبيرة ومُذِلَّة للبطل الأوروبيِّ العريق.

وهناك مَن يقول إنَّ التهنئة شماتة واضحة وضوح الشمس من روسيا ببريطانيا؛ بسبب خلافات البلدين الكثيرة، ووصولها في العديد من المناسبات لدرجة العداء الصريح!.

وفي الحقيقة، ومهما تغيَّرت الجغرافيا، ومهما تأرجح التاريخ، فهناك شيء لا يتغيَّر بين موسكو ولندن هو العداءُ الحادُّ والمُزمنُ الذي لم يبدأ بالأمس القريب، بل بدأ منذ عدَّة قرون بين الدبِّ الروسيِّ والثعلبِ البريطانيِّ!.

ففي القرن التاسع عشر، خاض الطرفان لعبة كُبْرى، حيث تنافسا على النفوذ والاستعمار في آسيا، وتحديدًا في الهند، جوهرة التاج البريطانيِّ، وكان الثعلبُ البريطانيُّ كلَّما شعر بمخلب الدبِّ الروسيِّ يقترب من الهند، يُجنُّ جنونه؛ خوفًا على الإمبراطوريَّة البريطانيَّة العُظمَى!

ثمَّ جاءت حرب القرم، حيث قادت بريطانيا تحالفًا مع فرنسا، والدولة العثمانية ضدَّ روسيا، وسالت الدماء في سبيل النفوذ، وضاعت المبادئ.

وخلال الثورة البلشفيَّة في روسيا، وانتشار الشيوعيَّة، اعتبرت بريطانيا ذلك وباءً يجب مواجهته، ونشأت الحرب الباردة، وانطلقت موجات التجسُّس والمؤامرات بين الطَّرفين، بشكل يوميٍّ لا يُعدُّ ولا يُحصى.

وفي القرن الحادي والعشرين تسمَّمت العلاقات بتسميم عملاء التجسُّس في لندن، ومحاولات اغتيالهم الناجحة، وطرد الدبلوماسيِّين من البلدين خلال ٢٤ ساعة، حتَّى دون اصطحاب ثيابهم، ثمَّ غزو روسيا الذي ما زال مستمرًّا لأوكرانيا، فتزعَّمت بريطانيا مع أمريكا دعم أوكرانيا بالسِّلاح، ولولا ذلك لكانت أوكرانيا الآن جزءًا لا يتجزَّأ من الاتحاد الروسيِّ!.

والعلاقة الآن بينهما مثل الشَّاي الإنجليزيِّ، كلَّما برد يُعاد غليه من جديد، ومثل صقيع موسكو لا يذوب بسهولة، بل يتجمَّد حتَّى مع بزوغ الشَّمس، وروسيا وبريطانيا في حالة خصام دائم، ولو توسَّعتا في ترسانتهما النوويَّة، فلا أظنُّ ذلك إلَّا أنَّه موجَّه حتمًا ضدَّ الأخرى، وكراهيتهما لبعضهما بعضًا حقيقة (Truth) بالإنجليزية، (Brafda) بالروسيَّة.

ويا أمان العالمين.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً